كفاح محمود كريم
2025-10-23T12:39:10+00:00
Enable Reading Mode
A-
A
A+
نجاح كوردستان في قطاع الكهرباء
على الرغم من أن بغداد قد أنفقت حوالي خمسين مليار دولار على الكهرباء منذ عام 2003، إلا أن المدن العراقية لم تشهد ساعات تجهيز مستقرة، في المقابل، أدارت كوردستان هذا الملف بميزانية محدودة وإدارة اقتصادية فعالة، حيث أنشأت محطات توليد حديثة تعمل بالنفط والغاز المحلي، لتصل إلى شبه اكتفاء كامل في الطاقة، بينما تعاني المحافظات العراقية الأخرى من الاعتماد على المولدات والمزايدات السياسية التي تؤثر على مصالح المواطنين.
التعامل مع أزمة المياه
لم تكن قصة النجاح مقتصرة على الكهرباء فحسب، بل تعامل الإقليم مع أزمة المياه بنهج الدولة، فقامت بإنشاء مئات السدود والأحواض لتخزين مياه الأمطار والينابيع، مما أتاح لها احتياطيًا مائيًا يكفي لثلاثة عقود قادمة، في وقت تعاني فيه المحافظات الجنوبية من جفاف شديد وهجرة قروية متزايدة.
الإنجازات في البنية التحتية
في مجال البنية التحتية، حققت كوردستان إنجازات ملحوظة عبر إنشاء شبكة من الطرق والجسور الحديثة، تربط المدن وتيسّر الحركة التجارية والسياحية، هذه المشاريع لم تتحقق بفضل ترف مالي، بل بفضل إدارة دقيقة للموازنات، رغم الحصار المالي الصارم من بغداد، حيث تم قطع حصة الإقليم من الموازنة ووقف رواتب موظفيه، بل وسمحت للميليشيات باستهداف منشآته النفطية والغازية.
تحقيق الاكتفاء الذاتي في الغذاء
على الرغم من التحديات، نجح الإقليم في تحويل الأراضي الزراعية إلى قاعدة للأمن الغذائي والاقتصادي، من خلال التعاون مع شركات هولندية وسويدية، تطورت حقول إنتاج البيض والدواجن والخضروات والفواكه والطحين، مما مكّن كوردستان من تصدير البطاطا والمنتجات الغذائية إلى أسواق الخليج وأوروبا، بعد أن منعت سلطات الميليشيات دخولها إلى الأسواق الجنوبية والوسطى في العراق.
مواجهة الفساد وتعزيز الاستثمار
لم يكن الاكتفاء الذاتي مجرد إنجاز اقتصادي، بل كان بمثابة إعلان عملي لاستقلال الإقليم في مجال الغذاء، رغم حرمانه من الميزانية والموارد، ولم تغب عن تجربة كوردستان محاربة الفساد، لكنها نجحت في تقليصه من خلال الشفافية والمساءلة، كما منعت تضخم الجهاز الوظيفي وشجعت على الاستثمار الخاص، لتصبح بيئة أكثر جذبًا واستقرارًا مقارنة بباقي المناطق العراقية التي تعاني من الفساد والمحاصصة.
نموذج يحتذى به
لقد أثبت الإقليم أن النجاح لا يقاس بقدر المال، بل بكفاءة الإدارة، بينما غاصت بغداد في العجز والفوضى، شقّت كوردستان طريقها نحو الاكتفاء والإنتاج، مقدّمةً نموذجًا يُحتذى به لدولة تُبنى بالعقل لا بالشعارات.