«تضارب الأسعار في السوق السوداء» ارتفاع سعر الدولار اليوم الأربعاء 22 أكتوبر 2025 في السودان

شهد سعر الدولار الأمريكي اليوم الأربعاء ١٥ أكتوبر ٢٠٢٥ في السودان ارتفاعاً ملحوظاً مقابل الجنيه السوداني، وسط أزمات اقتصادية خانقة وانعدام الاستقرار النقدي مع استمرار فقدان الجنيه السوداني لقيمته في السوق الموازي.

تفاصيل أسعار الدولار اليوم في السودان

في تعاملات اليوم الأربعاء، بلغ متوسط سعر الدولار في السوق الموازي 3,660 جنيه سوداني، بينما سجل الدولار في بعض المناطق وسط الخرطوم حوالي 3,700 جنيه سوداني، مما يعكس استمرار موجة الهبوط الحاد للجنيه أمام العملة الخضراء.

المكانسعر الدولار (جنيه سوداني)
السوق الموازي3,660
وسط الخرطوم3,700
السعر الرسمي (بنك السودان المركزي)445

تتسع الفجوة بين السعر الرسمي وسعر السوق الموازي يومًا بعد يوم، حيث يستقر سعر الدولار الرسمي حسب بنك السودان المركزي حول 445 جنيه سوداني، وهو سعر يعد غير واقعي مقارنة بسعر السوق الحقيقي.

يؤكد صرافون أن سوق العملات في السودان يشهد موجة مضاربات قوية، في ظل قلة المعروض من العملة الأجنبية وتزايد الطلب عليها لأغراض الاستيراد والأمان المالي، مما يرفع الأسعار بوتيرة متسارعة.

أسباب تدهور الجنيه السوداني

يرجع محللون اقتصاديون التراجع الكبير للجنيه إلى عدد من العوامل، أبرزها استمرار شح النقد الأجنبي، تراجع الصادرات وارتفاع كلفة الاستيراد، فضلاً عن انعدام الثقة في النظام المصرفي وغياب السياسات النقدية الفعالة التي تضمن استقرار العملة المحلية.

تزداد وتيرة المضاربات مع تصاعد موجات التضخم إلى مستويات قياسية، خاصة بعد رفع الحكومة الدعم عن الوقود والطاقة، وتقلبات أسعار السلع الأساسية، مما يدفع المواطنين والشركات للتحول إلى الدولار كملاذ آمن.

تفاقم الأزمة السياسية المستمرة والتوترات الأمنية في البلاد الوضع بشكل مباشر، وتؤثر بشكل ملحوظ على أداء الجنيه السوداني.

تأثيرات اقتصادية واجتماعية

ارتفعت أسعار مختلف السلع الأساسية، بما في ذلك الغذاء والوقود، وفاقت معدلات التضخم 300% في بعض الفترات، مما يزيد الضغط على الفئات الفقيرة والمتوسطة التي أصبحت عاجزة عن مواكبة هذا الجنون في الأسعار.

أدى هذا الواقع إلى ضعف حجم الاستثمارات المحلية والدولية، وتفاقم ظاهرة السوق الموازي للعملات الصعبة، بالإضافة إلى انتشار البطالة، وتراجع قدرة الدولة على الوفاء بالتزاماتها المالية، بينما يعيش المواطن السوداني تحت وطأة القلق المستمر من فقدان المدخرات مع كل موجة ارتفاع جديدة للدولار.

تطلعات وحلول

في ظل صعود الدولار، تتزايد المطالبات بضرورة التدخل العاجل من قبل الجهات الحكومية لوضع سياسات اقتصادية جادة تكافح المضاربات وتضبط سوق العملات الأجنبية، حيث دعا اقتصاديون لإطلاق مبادرات تعزز الإنتاج المحلي، وتوفير برامج دعم للأسر ذات الدخل المحدود، وتفعيل الرقابة المصرفية بشكل فعال على حركة رؤوس الأموال في السوق الموازي.

كما أشار خبراء إلى إمكانية الاستفادة من الدعم الدولي والمؤسسات المالية العالمية لضبط الاستقرار النقدي في السودان، إذ يبقى الدولار الأمريكي اليوم هو المحرك الأكبر لأزمات النقد في السودان، بينما يعاني الجنيه السوداني من ضعف تاريخي غير مسبوق أمام العملات الأجنبية نتيجة أزمات اقتصادية وسياسية معقدة.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *