«اكتشف حقيقة الادعاءات حول الخصوصية» جي بي تي يراقبك ويسمعك في عصر الذكاء الاصطناعي

تنتشر بين الحين والآخر فيديوهات ومعلومات مثيرة للقلق تزعم أن أدوات الذكاء الاصطناعي قادرة على مراقبتنا وسماعنا حتى دون إذننا، وهو ما يثير تساؤلات جدية حول حدود خصوصيتنا في العصر الرقمي، ومدى الأمان عند استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي المتقدمة مثل “شات جي بي تي”.

هل يستطيع الذكاء الاصطناعي الوصول إلى الكاميرا أو الميكروفون؟

من الناحية التقنية، لا يمكن لأي نموذج ذكاء اصطناعي أن يشغّل الكاميرا أو الميكروفون دون إذن المستخدم، فكل تطبيق عند تحميله يطلب أذونات محددة، من ضمنها الوصول للكاميرا والميكروفون، هذه الأذونات يمكن التحكم بها من إعدادات الهاتف، ويُنصح دائمًا بإيقافها بعد الاستخدام مباشرة لتفادي أي اختراق محتمل. تؤكد شركات تطوير هذه الأدوات أن استخدام الكاميرا أو الميكروفون يتم فقط أثناء تفعيل خاصية التحدث أو إدخال الصور، وبعد الانتهاء يمكن للمستخدم إلغاء الأذونات نهائيًا.

هل “شات جي بي تي” يجمع بيانات المستخدمين؟

عمليًا، لا يقوم “شات جي بي تي” بجمع بيانات المستخدمين أو استخدام الميكروفون والكاميرا لجمع معلومات عنهم، ما يحتفظ به هو بعض البيانات البسيطة التي تساعد في تحسين تجربة المحادثة مثل الاسم أو الاهتمامات العامة، ويمكن للمستخدم إيقاف هذا الخيار من الإعدادات، يختلف هذا النموذج عن تطبيقات التواصل الاجتماعي التي تعتمد على تحليل البيانات الشخصية، فالذكاء الاصطناعي هنا يعتمد على قواعد لغوية ضخمة جرى تدريبها مسبقًا، وليس على مراقبة الأفراد أو تتبع سلوكهم الشخصي.

لماذا يعتقد البعض أن الذكاء الاصطناعي “يرانا”؟

الانطباع بأن “شات جي بي تي” يفهم الشخصية بدقة سببه قوة النماذج اللغوية التي دُرب عليها، إذ تعتمد على مليارات النصوص المأخوذة من الإنترنت، هذا ما يمنحه القدرة على محاكاة طريقة التفكير البشري والتنبؤ بالردود بدقة، ما يجعل بعض المستخدمين يشعرون وكأن الأداة تراقبهم، بينما هي في الواقع تستند فقط إلى تحليل لغوي وسلوكي واسع النطاق.

كيف نحمي خصوصيتنا أثناء استخدام الذكاء الاصطناعي؟

رغم الجهود المبذولة لحماية المستخدمين، لا تزال القوانين الخاصة بالذكاء الاصطناعي في مراحلها الأولى مقارنة بسرعة التطور التقني، لذلك تقع مسؤولية الحذر بالدرجة الأولى على المستخدم نفسه، لا تشارك بيانات شخصية أو مالية مع أي تطبيق، احذف سجلات البحث والمحادثات بانتظام، لا تربط تطبيقات الذكاء الاصطناعي بحساباتك الشخصية الأخرى، راقب الأذونات الممنوحة للتطبيقات وألغِ غير الضروري منها، الذكاء الاصطناعي لا “يرى” ولا “يسمع” المستخدمين، لكنه يفهمهم من خلال تحليل اللغة والسياق، ما يعطي إيحاءً بوجود مراقبة. ومع ذلك، تظل الحماية مسؤولية مشتركة بين المستخدمين والمطورين، وأساسها الوعي، الحذر، وتقليل البيانات المتاحة للتطبيقات.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *