تشهد مصر اليوم الخميس 9 أكتوبر 2025، تبايناً طفيفاً في أسعار صرف الدولار الأمريكي أمام الجنيه المصري، مع استمرار موجة الهبوط التي بدأت منذ بداية العام، في ظل جهود مكثفة من البنك المركزي لإدارة السيولة والسيطرة على معدلات التضخم.
تفاصيل أسعار الدولار في البنوك اليوم
شهد سعر الدولار استقراراً نسبياً في أغلب البنوك المصرية خلال تعاملات اليوم، حيث سجل سعر الدولار في البنك المركزي المصري 47.49 جنيه للشراء و47.62 جنيه للبيع، وفي البنك الأهلي المصري وبنك مصر جاء السعر 47.53 جنيه للشراء و47.63 جنيه للبيع، بينما سجل بنك القاهرة 47.58 جنيه للشراء و47.68 جنيه للبيع، كما بلغ السعر في بنك فيصل الإسلامي 47.50 جنيه للشراء و47.60 جنيه للبيع.
سجلت بنوك خاصة، مثل كريدي أجريكول، سعراً بلغ 47.48 جنيه للشراء و47.58 جنيه للبيع، في حين تراوحت الأسعار في باقي البنوك ما بين 47.49 جنيه و47.60 جنيه للشراء، و47.60 جنيه و47.70 جنيه للبيع.
الأسباب وراء استقرار وهبوط الدولار
عمد البنك المركزي المصري مؤخراً إلى تغيير قواعد تنظيم السوق المفتوحة بهدف إدارة فائض السيولة البنكية، مع اعتماد أساليب حديثة أدت إلى امتصاص أكثر من 131 مليار جنيه من السيولة عبر عطاءات أسبوعية بفائدة 21.5%، ويأتي ذلك ضمن توجه الدولة لتشديد السياسة النقدية، واحتواء التضخم الذي شهد بعض التراجع الملحوظ خلال الأسابيع الأخيرة.
إلى جانب هذه السياسات، لا تزال سوق النقد الأجنبي تشهد تفاعلاً مع المستجدات الدولية والإقليمية، إذ أثرت أسعار الفائدة العالمية وتذبذب حركة التجارة على الطلب على الدولار بالسوق المحلي، حيث تزايد عرض العملة الأجنبية نتيجة مدفوعات السياحة وتحويلات المصريين بالخارج.
قراءة في مشهد السوق الحالي
توضح بيانات اليوم أن الدولار الأمريكي فقد جزءاً من مكاسبه أمام الجنيه المصري منذ بدء نظام التعويم الكامل للجنيه في مارس 2024، عندما تخطى سعر الدولار مستوى 51 جنيهاً، فيما انخفض اليوم إلى مستوى 47.60 جنيه للبيع، بما يمثل تراجعاً فاق 6% منذ بداية العام.
ويرى خبراء الاقتصاد أن استمرار هذا الاتجاه مرهون ببقاء معدل التدفقات الأجنبية والإيرادات السياحية وتحويلات المغتربين عند مستويات مرتفعة، بجانب استمرار توقف المضاربات على العملة.
توقعات وتحذيرات
ما زالت الأسواق تترقب بدقة توجهات البنك المركزي خلال الأسابيع المقبلة، مع احتمالات لمزيد من التراجعات إذا استمرت التدفقات الدولارية وهدأت مخاوف المستثمرين من تذبذب الأسعار، ويحذر بعض المختصين من احتمالية التقلب في ظل استمرار الضغوط على الاقتصاد العالمي وتغيير أسعار الفائدة الأمريكية، الأمر الذي يستدعي من الأفراد والشركات المتابعة الدقيقة والسريعة لأخبار السوق الأمريكية والعالمية.
يبقى الدولار الأمريكي اليوم أقل من ذروته في الشهور الماضية، ويمنح الجنيه المصري قدراً من الثبات النسبي في مواجهة تقلبات الأسواق، مدعوماً بسياسات نقدية متشددة وإدارة فعالة للسيولة من البنك المركزي المصري.