/84328/آي-صاغة-استمرار-الإغلاق-الحكومي-الأمريكي-يعزز-مكاسب-الذهب-وسط-رهانات-قوية-على-خفض-الفائدة-الفيدرالية
07:38 م – الخميس 2 أكتوبر 2025
شهدت أسعار الذهب ارتفاعًا ملحوظًا في الأسواق المحلية والعالمية خلال تداولات الخميس، ويعود ذلك لاستمرار أزمة الإغلاق الحكومي في الولايات المتحدة للمرة الأولى منذ حوالي سبع سنوات، بالإضافة لفشل المشرّعين في التوصل إلى اتفاق حول التمويل الحكومي.
وفقًا لتقرير منصة «آي صاغة» المتخصصة في تداول الذهب والمجوهرات، فإن هذه الارتفاعات تأتي أيضًا مدعومة بتزايد التوقعات بخصوص خفض أسعار الفائدة من مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي.
تحركات الأسعار محليًا وعالميًا
قال سعيد إمبابي، المدير التنفيذي لـ«آي صاغة»، إن أسعار الذهب محليًا ارتفعت بنحو 15 جنيهًا مقارنة بنهاية تعاملات أمس، ليبلغ سعر جرام الذهب عيار 21 نحو 5240 جنيهًا، بينما زادت الأوقية عالمياً بمقدار 23 دولارًا لتسجل 3890 دولارًا.
عيار الذهب | السعر (جنيه) |
جرام 24 | 5989 |
جرام 21 | 5240 |
جرام 18 | 4491 |
جرام 14 | 3487 |
الجنيه الذهب | 41,920 |
كما أشار التقرير إلى أن أسعار الذهب قد شهدت ارتفاعًا أمس الأربعاء بنحو 45 جنيهًا، حيث بدأ سعر عيار 21 عند 5180 جنيهًا، ولامس مستوى 5245 جنيهًا قبل أن يغلق عند 5225 جنيهًا، كما أن الأوقية ارتفعت بمقدار 9 دولارات من 3858 دولارًا إلى 3867 دولارًا، بعد أن اقتربت من مستوى 3900 دولار خلال الجلسة.
أفضل أداء شهري منذ 16 عامًا
حقق الذهب أداءً قويًا في سبتمبر، حيث ارتفع محليًا بنسبة 11% بما يعادل 490 جنيهًا، وصعد عالميًا بنسبة 12% بما قيمته 411 دولارًا للأوقية.
وقد أنهى الذهب الشهر عند مستويات قياسية جديدة، ليحقق أفضل أداء شهري له منذ 16 عامًا، تحت تأثير زيادة الطلب على الملاذات الآمنة في ظل الاضطرابات السياسية والاقتصادية العالمية، بالإضافة إلى تزايد الرهانات على خفض الفائدة الأمريكية.
البيئة الداعمة واستمرار المخاطر
أكد التقرير أن الإغلاق الحكومي الأمريكي يعزز الإقبال على الذهب كملاذ آمن، في حين أن تزايد التوقعات بخفض الفائدة يساهم في بقاء عوائد سندات الخزانة الأمريكية منخفضة ويؤثر سلبًا على قيمة الدولار، مما يضيف دعمًا إضافيًا للذهب.
وتركز الأنظار حاليًا على تطورات الإغلاق الحكومي، الذي بدأ يعرقل صدور بيانات اقتصادية مهمة مثل طلبات إعانة البطالة وطلبات المصانع، كما أعلن مكتب إحصاءات العمل عن تعليق أنشطته، مما يرجح تأجيل نشر تقرير الوظائف غير الزراعية.
تداعيات سياسية واقتصادية
شهد مجلس الشيوخ الأمريكي فشلاً جديداً في تمرير حزمة تمويل مؤقتة، حيث عجز عن الحصول على 60 صوتًا، وانتهت جلسة الأربعاء بنتيجة 55 مقابل 45، مما يؤكد استمرارية الإغلاق طوال الأسبوع وربما لفترة أطول.
من جهة أخرى، رفضت المحكمة العليا خطوة الرئيس دونالد ترامب بإقالة ليزا كوك، محافظة الاحتياطي الفيدرالي، مما خفف بعض المخاوف حيال استقلالية المجلس، وفي سياق آخر، لوّح ترامب بفرض رسوم جمركية تصل إلى 100% على واردات الأدوية، إلا أن إدارته أرجأت هذا القرار للتوصل إلى اتفاقيات تسعير جديدة وتوسيع الإنتاج المحلي.
بيانات العمل والدولار تحت الضغط
أظهرت بيانات التوظيف من ADP أن القطاع الخاص الأمريكي فقد 32 ألف وظيفة في سبتمبر، في حين كانت التوقعات تشير إلى إضافة 50 ألف وظيفة، وتم تعديل بيانات أغسطس لتظهر خسارة 3 آلاف وظيفة بدلاً من زيادة أولية بلغت 54 ألفًا، مما زاد من الضغوط على الدولار.
وأظهر مؤشر الدولار التداول قرب أدنى مستوى له في أسبوع عند 97.60 نقطة، واستقرت عوائد السندات الأمريكية عند مستويات ضعيفة، حيث اقترب العائد على سندات العشر سنوات من 4.09% وسندات الثلاثين عامًا من 4.70%.
توقعات قوية بالوصول إلى 4000 دولار للأوقية
تشير توقعات السوق إلى إمكانية تجاوز الذهب مستوى 4000 دولار للأوقية، بدعم من مشتريات البنوك المركزية والمستثمرين الأفراد والمؤسسات، حيث أشار الاستراتيجي جوني تيفز من «يو بي إس» إلى أن الذهب لا يزال «غير مملوك بالكامل» من المستثمرين، مما يتيح مجالًا لمزيد من المكاسب في الأرباع المقبلة، مع انطلاق دورة التيسير النقدي من الجهة الفيدرالية.
تتوقع «يو بي إس» أن وتيرة الارتفاع قد تتباطأ مع نهاية 2026 مع تحسن الظروف الاقتصادية وتوقف التيسير، ولكن التحول الهيكلي الذي جعل الذهب عنصرًا أساسيًا في المحافظ الاستثمارية سيوفر حماية للأسعار من أي تصحيحات حادة ويبقيها عند مستويات تاريخية مرتفعة على المدى الطويل.
أجندة الأسبوع ومآلات السياسة النقدية
فيما يخص السياسة النقدية، صرّحت سوزان كولينز، رئيسة بنك الاحتياطي الفيدرالي في بوسطن، بأن خفض الفائدة قليلاً قد يكون مناسبًا إذا أكدت البيانات ذلك، بينما حذرت لوري لوجان، رئيسة بنك الاحتياطي الفيدرالي في دالاس، من محدودية مساحة التخفيضات، فيما تجنب نائب الرئيس فيليب جيفرسون تقديم موقع واضح، مكتفيًا بالإشارة إلى أن كلا الطرفين تحت ضغط.
وبذلك، يكون الذهب عند مفترق طرق حاسم، حيث تشير المستويات القياسية إلى صدمة سياسية-اقتصادية في الولايات المتحدة، مع رهانات قوية تدعم استمرار صعود الأسعار نحو 4000 دولار للأوقية، ومع بداية إيجابية للربع الأخير من العام، يبقى مصير الذهب مرهونًا بتطورات الإغلاق الحكومي الأمريكي وسرعة صدور البيانات الاقتصادية المنتظرة خلال الأيام المقبلة.