«قفزة غير مسبوقة» انهيار الجنيه السوداني وسعر الدولار يسجل مستويات قياسية اليوم 29 سبتمبر 2025

سجل سعر الدولار في السودان اليوم مستوىً قياسياً جديداً في السوق الموازي، حيث بلغ 3613 جنيهاً للبيع و3550 جنيهاً للشراء، مع شبه توقف للبيع بكميات كبيرة، مما يعكس شح المعروض واتساع فجوة التسعير.

سعر الدولار مقابل الجنيه السوداني

أظهر السوق الموازي ارتفاعاً متسارعاً لسعر الدولار مقابل الجنيه السوداني، حيث بلغ 3613 للبيع و3550 للشراء، متجاوزاً القمم السابقة في ظل ارتفاع الطلب وانكماش العرض الدولاري.

تاريخياً، وثّق >برنامج الأغذية العالمي تداول السعر الموازي حول 560 جنيهاً للدولار في يونيو 2023، قبل أن تتسارع التراجعات خلال عام 2025.

الفجوة مع السعر الرسمي

تشير تحديثات اقتصادية إلى استقرار نسبي للسعر الرسمي قرب نطاق 2,019–2,100 جنيهاً في عام 2025، بينما اتسع الفارق مع السوق الموازي بشكل حاد مع استمرار الضغوط.

وفي مايو 2025، قدّر رصد أممي السعر الموازي قرب 2,565 جنيهاً للدولار، مما يضع قفزة اليوم في سياق تسارع قوي خلال الشهور الأخيرة.

أسباب ارتفاع سعر الدولار

ساهمت الحرب منذ أبريل 2023 في انكماش الاقتصاد، وارتفاع التضخم، وتعطّل الإمدادات، وتراجع الإنتاج، مما عزز الطلب على الدولار كملاذ ورفع سعره في السوق الموازي.

كما أدت اختناقات القطاع المصرفي وتحول جزء كبير من التعاملات خارج النظام البنكي إلى تعدد قنوات التسعير، واتساع الهوامش في سوق الصرف.

تأثير سعر الدولار على الأسعار

قفزت أسعار السلع الأساسية واللحوم في مناطق مثل بورتسودان، حيث بلغ سعر كيلو اللحوم نحو 26 ألف جنيه بعد أن كان 12 ألفاً قبل الحرب، مما يعكس انتقال تدهور العملة إلى سلاسل الأسعار الاستهلاكية.

وتتوقع تقديرات دولية استمرار مستويات تضخمية مرتفعة في عام 2025 بعد موجة حادة في عام 2024، مما يعمّق تآكل الدخول الحقيقية للأسر.

تصريحات الخبراء والمتعاملين

قال تجار عملة إن الطلب على الدولار بلغ “ذروة غير مسبوقة” تعكس عمق الأثر الاقتصادي للحرب، فيما توقع خبير اقتصادي استمرار الضغوط في غياب تسوية واستقرار سياسات الاقتصاد الكلي.

وأكد متعاملون محليون شبه توقف عمليات البيع بكميات كبيرة اليوم مع تجاوز السعر 3,600 جنيهاً، مما يعكس ندرة المعروض وارتفاع مخاطر التسعير.

ماذا بعد لسعر الدولار؟

ترجّح تقارير دولية أن تخفيف الضغوط يتطلب إنهاء النزاع، واعتماد إصلاحات هيكلية تعيد بناء سوق النقد الأجنبي وتقلّص فجوة السعرين الرسمي والموازي.

وقد يسهم تحسين إدارة الاحتياطيات، وتعزيز الصادرات، وقنوات التحويلات الرسمية في تهدئة تقلبات سعر الدولار في السودان على المدى المتوسط.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *