ارتفعت أسعار الذهب في الأسواق المحلية اليوم الأربعاء، بدعم من تحركات محدودة للأوقية في البورصة العالمية، في ظل تبني مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي لموقف حذر يعزز قوة الدولار، مما يحد من اندفاع المعدن النفيس نحو مستويات قياسية جديدة، وذلك وفقًا لتقرير صادر عن منصة «آي صاغة» لتداول الذهب والمجوهرات.
أسعار الذهب المحلية
أوضح سعيد إمبابي، المدير التنفيذي لمنصة «آي صاغة»، أن أسعار الذهب المحلية زادت بنحو 10 جنيهات خلال تعاملات اليوم مقارنة بنهاية تداولات أمس، إذ سجل جرام الذهب عيار 21 مستوى 5080 جنيهًا، وفي السياق العالمي، ارتفعت الأوقية بنحو 4 دولارات لتصل إلى 3769 دولارًا.
العيار | السعر (جنيه) |
---|---|
عيار 24 | 5806 |
عيار 21 | 5080 |
عيار 18 | 4354 |
عيار 14 | 3387 |
الجنيه الذهب | 40640 |
حصيلة تعاملات الأيام الماضية
وأشار إمبابي إلى أن أسعار الذهب كانت قد سجلت زيادة بنحو 20 جنيهًا خلال تعاملات الثلاثاء، حيث افتتح جرام الذهب عيار 21 التداولات عند 5050 جنيهًا، ولامس مستوى 5100 جنيه، كأعلى سعر في تاريخ السوق المحلي، واختتم عند 5070 جنيهًا.
بينما زادت الأوقية في البورصة العالمية بنحو 17 دولارًا، حيث افتتحت عند 3748 دولارًا ولامست 3791 دولارًا كأعلى مستوى لها، واختتمت عند 3765 دولارًا.
أسباب تراجع الذهب
بيّن إمبابي أن توقف الذهب عن تسجيل قمم جديدة يعود إلى الحذر الذي يسيطر على سياسة الفيدرالي، رغم استمرار التوترات الجيوسياسية وتطلعات المستثمرين لمزيد من تخفيض الفائدة قبل نهاية العام.
كما أن الأسواق تنتظر بيانات نفقات الاستهلاك الشخصي في الولايات المتحدة يوم الجمعة، بالإضافة إلى تصريحات مسؤولي الفيدرالي التي ستحدد ملامح المرحلة المقبلة.
توازن السوق
تشهد أسعار الذهب استقرارًا نسبيًا بعد الارتفاعات الأخيرة، حيث يوازن المستثمرون بين صعود الدولار واستقرار عوائد السندات الأمريكية، وبين تصاعد المخاطر الجيوسياسية وتوقعات تخفيض الفائدة.
وشدد رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، في حديثه في واشنطن أمس الثلاثاء، على أن السياسة النقدية لا تزال “تعتمد على البيانات”، وأن “لا يوجد مسار محدد مسبقًا” لقرارات أسعار الفائدة القادمة.
ميزان المخاطر
أقر باول أن ميزان المخاطر قد تحول، مع تزايد التهديدات السلبية للتوظيف، لكنه حذّر من أن التخفيف المفرط في السياسة النقدية قد يترك “مهمة التضخم غير مُنجزة”.
يمثل التفويض المزدوج لمجلس الاحتياطي الفيدرالي عملية موازنة دقيقة؛ بينما يميل التوجه نحو حماية سوق العمل، يبدو أن التقدم نحو هدف التضخم البالغ 2% متعثر، لكن مع استمرار التقييد في السياسة النقدية، فإن إبقاء أسعار الفائدة مرتفعة لفترة طويلة قد يلحق الضرر بسوق العمل، مما يشير إلى أن توجه الاحتياطي الفيدرالي يميل إلى الحذر.
مستجدات الموقف السياسي والاقتصادي
قدمت تعليقات الاحتياطي الفيدرالي يوم الثلاثاء إشارات متباينة؛ حيث اتخذت نائبة الرئيس، ميشيل بومان، لهجة حذرة، محذرة من أن الاحتياطي الفيدرالي قد يكون “متأخرًا” في دعم الوظائف إذا لم تُخفض أسعار الفائدة بشكل أكثر حسمًا.
وأضاف رئيس الاحتياطي الفيدرالي في شيكاغو، أوستن جولسبي، أنه “يوجد مجال لخفض أسعار الفائدة” إذا استمر التضخم في الانخفاض، بينما حذر رئيس الاحتياطي الفيدرالي في أتلانتا، رافائيل بوستيك، من أن مخاطر التضخم لا تزال قائمة في الاقتصاد، مشيرًا إلى استمرار ضغوط التكلفة في خطط الأعمال.
التوترات الجيوسياسية
تستمر التوترات الجيوسياسية المرتفعة والتوقعات الأساسية الأوسع نطاقًا في تخفيف مخاطر انخفاض أسعار الذهب، حيث تصاعدت التوترات الدولية بعد اختراق طائرة روسية للمجال الجوي الإستوني، وزيادة هجمات الطائرات المسيّرة الأوكرانية على البنية التحتية الروسية، مع التأكيد من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على دعم أوكرانيا، ودعوة حلف الناتو للرد على الطائرات الروسية المخترقة.
تظل الأسواق الأمريكية تحت ضغط العوامل السياسية الداخلية، مع تصاعد المخاوف من إمكانية إغلاق حكومي مطلع أكتوبر، في حال فشل الكونغرس في إقرار قانون جديد للإنفاق، مما يزيد من حالة القلق وعدم اليقين في المشهد الاقتصادي والمالي.
في نفس السياق، تترقب الأسواق الأمريكية اليوم بيانات مبيعات المنازل الجديدة، بينما من المتوقع أن تُلقي ماري دالي، رئيسة بنك الاحتياطي الفيدرالي في سان فرانسيسكو، كلمة في وقت لاحق.
كما يتركز اهتمام الأسواق على البيانات المقرر إصدارها يوم غد الخميس، مثل مطالبات البطالة الأسبوعية الأولية، والتقدير الثاني للناتج المحلي الإجمالي السنوي للولايات المتحدة للربع الثاني، وطلبات السلع المعمرة، قبل صدور مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسي يوم الجمعة.