«أحلام وأشواك» رحلة اللاعبين الأفارقة نحو التتويج بالكرة الذهبية

على مدار عقود، كانت الكرة الذهبية الحلم الأكبر لكل لاعب كرة قدم، فهي الجائزة التي تمنحك لقب الأفضل في العالم.

تاريخ الكرة الذهبية وتأثير أفريقيا

بعد أن هيمن الأوروبيون وأبناء أميركا الجنوبية على هذا الحلم لفترات طويلة، بقيت القارة السمراء حاضرة، سواء عبر لاعبين يحملون جنسيتها أو آخرين تعود جذورهم إلى أفريقيا، أخيراً، توج الفرنسي عثمان ديمبيلي، صاحب الأصول الأفريقية، بأول كرة ذهبية في مسيرته، بعد أداء استثنائي مع فريقه باريس سان جيرمان ومنتخب الديوك، حيث أعاد ديمبيلي إلى الأذهان رحلة اللاعبين الأفارقة مع هذه الجائزة، تلك الرحلة المتنوعة بين النجاح والإخفاق، شهدت لحظات تألق تاريخية وأخرى عثرت فيها أحلام طامحين كُثر، وبين هذا وذاك، تتشكل رحلة طويلة تكشف حجم تأثير القارة السمراء في صناعة أساطير اللعبة عبر التاريخ، وتروي قصة أفريقي لا تنتهي أبداً.

جائزة الكرة الذهبية وأفريقيا

في سياق الحديث عن الكرة الذهبية، لم يفز لاعب أفريقي الجنسية بالجائزة سوى مرة واحدة في التاريخ، فعلى الرغم من تألق الأسطورة الليبيرية جورج ويا، الذي توج بالجائزة عام 1995 بعد مسيرة مميزة مع نادي ميلان، ليصبح رمزاً خالداً في تاريخ كرة القدم، إلا أنه لم يكن الوحيد، بل سبقه إيوزيبيو، النجم البرتغالي ذو الأصول الموزمبيقية، الذي حصل على الجائزة عام 1965 بعد أداء بارز مع منتخب البرتغال وفريق بنفيكا.

العقود الأخيرة ورحلة الاستحواذ الأفريقي

في العقود الأخيرة من القرن العشرين وبداية الألفية الثالثة، بقي حلم الكرة الذهبية بعيد المنال عن اللاعبين الأفارقة أو ذوي الأصول الأفريقية، رغم اقتراب عدد منهم عدة مرات، مثل الكاميروني صامويل إيتو، الذي حل ثالثاً عام 2005، وخامساً عام 2009، بينما جاء الإيفواري ديدييه دروغبا رابعاً في ترشيحات عام 2007، أما يايا توريه فقد دخل قائمة أفضل عشرة مرشحين للجائزة في عام 2013، مع مرور الوقت، أصبح الحضور الأفريقي أكثر قوة، حيث اقترب المصري محمد صلاح من الحلم منذ عام 2018، وحقق أفضل مركز له عام 2025 عندما احتل المركز الثالث، وفي نفس السياق، حقق السنغالي ساديو ماني إنجازاً مماثلاً عندما حل رابعاً عام 2019، ووصيفاً عام 2022، ليصبح بذلك أعلى ترتيب حققه لاعب أفريقي منذ جورج ويا، وجاء كيليان مبابي، الفرنسي ذو الجذور الكاميرونية والجزائرية، وصيفاً خلف ميسي في حفل الكرة الذهبية عام 2023.

عودة اللاعبين الأفارقة إلى منصة التتويج

لكن العودة الحقيقية إلى منصة التتويج للاعبين ذوي الأصول الأفريقية جاءت مع الفرنسي كريم بنزيما، صاحب الأصول الجزائرية، عندما فاز بالجائزة في عام 2022، وأخيراً، في 2025، جاء الدور على الفرنسي عثمان ديمبيلي، ليحصل على الجائزة، ما يؤكد أنّ القارة الأفريقية ليست بعيدة عن القمة.

مستقبل الكرة الذهبية وأفريقيا

اليوم، مع صعود جيل جديد من المواهب في المغرب ونيجيريا ومالي ومصر والسنغال، يبقى السؤال مفتوحاً: هل نشهد قريباً لاعباً أفريقياً يحمل الجائزة باسم القارة، ليكتب فصلاً جديداً في أسطورة السمراء؟.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *