أظهرت دراسة جديدة من جامعة “روتجرز” أن الأنشطة اللامنهجية (ECAs) تلعب دورًا رئيسيًا في تشكيل مراهقين متعاطفين ومسؤولين اجتماعيًا، وخاصة عند تضمين أنشطة تطوعية.
تحليل الدراسة واستنتاجاتها
تتبع الباحثون 2710 أفراد منذ ولادتهم وحتى مرحلة البلوغ، ووجدوا أن المراهقين الذين انخرطوا في الأنشطة اللامنهجية كان لديهم احتمالية أعلى بمقدار الضعف تقريبًا لقيامهم بأعمال إيثارية خلال جائحة كوفيد-19، مقارنةً بنظرائهم الذين لم يشاركوا، في حين أظهر الذين انخرطوا في الأنشطة التطوعية أعلى مستويات التعاطف.
تصريحات الخبراء
قال الدكتور تشين-تشونغ هوانغ، مؤلف مشارك للدراسة وعميد مشارك في جامعة روتجرز: “نعلم مسبقًا أن الأنشطة اللامنهجية تعزز المهارات والثقة بالنفس، ولكن ما يثير اهتمامنا حقًا هو كيف تساعد الأطفال في التفكير خارج ذواتهم والاهتمام بالآخرين، خاصة في أوقات الأزمات”.
تأثير الأنشطة المختلفة
وفقًا لموقع “بيرنتس” المتخصص في صحة الأم والطفل، أظهرت النتائج أن التأثير لم يكن موحدًا بين جميع الأنشطة، حيث كان للتطوع التأثير الأقوى في تعزيز سلوكيات تقديم الدعم العاطفي أو المالي أو رعاية الآخرين، في حين ساهمت أنشطة جماعية أخرى مثل الجوقات الموسيقية والأندية الهواياتية في رفع مستوى التعاطف، وإن كانت بدرجة أقل.
موقف الرياضة
بشكل مفاجئ، لم تظهر الرياضة التأثير المتوقع، فرغم أن العمل الجماعي يُفترض أن يعزز الكرم، إلا أن الباحثين لم يجدوا أدلة قوية تدعم ذلك، ويشير الخبراء إلى أن الطبيعة التنافسية للرياضة قد تعوق التفكير الإيثاري ما لم تُدمج فيها عناصر الخدمة المجتمعية بشكل متعمد.
تحذيرات ودروس
أوضح الدكتور سكوت روث، أخصائي علم النفس، أن الدراسة تُظهر علاقة ارتباط وليست علاقة سببية ، ولكن التعرض لبيئات تعزز التعاطف، سواء من خلال الأنشطة أو في المنزل، يُحدث فرقًا ، مشيرًا إلى أن تقليد الأطفال لسلوكيات التعاطف التي يرونها من والدَيهم يمكن أن يكون له تأثير طويل الأمد.
يوصي الخبراء الأهل بتشجيع أبنائهم على استكشاف أنشطة متنوعة تعزز التفاعل مع الآخرين، ورغم أن التطوع يأتي في المقدمة، فإن أي نشاط يشجع على العمل الجماعي والمسؤولية الاجتماعية يمكن أن يُنمّي التعاطف.
في النهاية، قال الدكتور هوانغ: “ما هو مهم هو إعطاء الأطفال الفرصة للتواصل والمساهمة، فهذا هو ما يبني التعاطف الذي يستمر مدى الحياة”.