
تراجعت أسعار الذهب تحت مستويات 3700 دولار للأونصة، بعد أن بلغت هذا المستوى لأول مرة في التاريخ خلال تعاملات يوم الثلاثاء 16 سبتمبر/ أيلول، وذلك نتيجةً لتزايد الرهانات على خفض معدلات الفائدة في الاحتياطي الفدرالي الأميركي هذا الأسبوع، حيث ساهمت هذه العوامل في ارتفاع الأسعار، مدفوعةً أيضاً بالطلب على الملاذات الآمنة، وعمليات الشراء من البنوك المركزية، وضعف الدولار.
تحركات أسعار الذهب
في المعاملات الفورية، قلصت أسعار الذهب ارتفاعها إلى 0.2%، لتصل إلى 3687.67 دولار للأونصة، بعد أن حققت أعلى مستوى قياسي عند 3702.95 دولار في وقت سابق من التداولات، بينما ارتفعت العقود الأميركية الآجلة للذهب تسليم ديسمبر/ كانون الأول بنسبة 0.2% إلى 3725.10 دولار عند التسوية.
وجهة نظر المحللين
قال المحلل في MarketPulse by OANDA، زين فاودا: “لا يزال عدم اليقين بشأن النمو العالمي والمخاطر الجيوسياسية يُبقيان الطلب على الملاذات الآمنة مرتفعاً، لكن ارتفاع أسعار الذهب مدفوعٌ إلى حد كبير بتوقعات تخفيضات حادة في معدلات الفائدة من الاحتياطي الفدرالي”، بحسب وكالة رويترز.
يتوقع المتداولون خفضاً شبه مؤكد لمعدلات الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في نهاية الاجتماع الحالي يوم الأربعاء 17 سبتمبر، مع إمكانية ضئيلة لخفض بمقدار 50 نقطة أساس، وفقاً لأداة CME FedWatch.
تصريحات الرئيس الأمريكي
في هذا السياق، دعا الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، عبر منشور على وسائل التواصل الاجتماعي يوم الاثنين، رئيس مجلس الاحتياطي الفدرالي، جيروم باول، إلى تطبيق خفض “أكبر” لمعدلات الفائدة، مما يزيد من جاذبية الذهب والذي لا يدر عائداً في بيئة معدلات الفائدة المنخفضة.
تأثير الدولار على الذهب
من جهة أخرى، انخفض الدولار إلى أقل مستوياته خلال أكثر من شهرين مقابل عدد من العملات الرئيسية، مما يقلل من تكلفة شراء الذهب لحائزي العملات الأخرى، وهذا يزيد من الطلب عليه، حيث قال تاجر المعادن المستقل، تاي وونغ: “يشهد الذهب ارتفاعاً ملحوظاً مع هبوط حاد في الدولار، الذي وصل إلى أقل مستوياته منذ يوليو/ تموز”، مضيفاً: “مع ذلك، قد يكون الحذر وارداً قبل قرار الاحتياطي الفدرالي الحاسم غداً، لذا لا ينبغي أن يكون جني الأرباح مفاجئاً”.
أداء الذهب في العام
شهدت أسعار الذهب ارتفاعاً بنحو 41% منذ بداية العام، وقد تجاوز سعر الأونصة 3600 دولار في الثامن من سبتمبر، حيث يرى المحللون أن هذه الزيادة جاءت مدفوعة بمزيج قوي من عمليات شراء متواصلة من البنوك المركزية، وتكثيف تدفقات الملاذ الآمن، وتحول عالمي بعيداً عن الدولار الأميركي، الذي يواجه بدوره ضعفاً مستمراً.
ارتفعت أسعار الذهب في المعاملات الفورية بنسبة 27% خلال العام الماضي، وحدثت تجاوز لحاجز 3000 دولار لأول مرة في مارس/ آذار 2025، نتيجة عدم اليقين بشأن السياسات التجارية الأميركية، مما دفع المستثمرين نحو الملاذ الآمن.
أداء المعادن الثمينة الأخرى
بالنسبة للمعادن الأخرى، تراجعت أسعار الفضة في المعاملات الفورية بنسبة 0.6% إلى 42.44 دولار للأونصة، بعد أن سجلت أعلى مستوياتها منذ سبتمبر 2011 خلال وقت سابق من التعاملات. وهبط البلاتين بنسبة 0.8% إلى 1389.50 دولار، بينما انخفض البلاديوم بنسبة 0.6% إلى 1176.97 دولار.