
فى ختام مقالى السابق، أكدت ضرورة توفير سُبل العيش الكريمة للإمام، مع تحسين دخله المادى، بجانب تعزيز مستوى تعليمه، أشير بهذا إلى أهمية تجنب ظهور الأئمة في وظائف مثل سائق توكتوك، أو عامل في حقل، أو نقاش، أو مبيض محارة، أو مبلط سيراميك، وذلك نتيجة لضغوط الحاجة وقلة دخل الوظيفة.
أهمية تحسين دخل الأئمة
ذكرت تلك الأعمال على وجه التحديد، لأنني أعلم أن عددًا من الأئمة يمارسونها، خصوصًا في الأقاليم والأطراف، ورغم كونها أعمالًا محترمة، فإنها تؤثر سلبًا على مستوى تحصيلهم العلمي، وإعدادهم الجيد للخطبة والدروس في المساجد، وغالبًا ما يتمردون عن الالتزام بتلك الدروس لتجنب تأثيرها على أعمالهم الإضافية التي يضطرون للقيام بها لتلبية احتياجات أسرهم.
التعامل مع التجاوزات
استحسنت موقف وزير الأوقاف بشأن طالب الثانوية الأزهرية الذي أساء إلى الاحتفال بالمولد النبوي، حيث دعا إلى تعليمه وتوجيهه، ولكن هذا التجاوز، كما هو معتاد، يتكرر كل عام عند اقتراب شهر ربيع الأول، وتجدد النقاش حول الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، بينما يرى ملايين المسلمين في هذا الحدث فرصة للتعبير عن محبتهم للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، يرتفع آخرون برفع راية التحريم، معتبرين الاحتفال “بدعة” لم يعرفها السلف الصالح.
أبعاد الجدل الفقهي
أؤمن أن وزير الأوقاف، العالم الجليل الدكتور أسامة الأزهري، الذي أكن له الاحترام، يدرك تمامًا أن الجدل يبدو بسيطًا، لكنه يحمل أبعادًا فقهية واجتماعية عميقة، ويحتاج منا إلى نظرة فاحصة قائمة على الفهم، لا على الإنكار والتشدد.
رد الوزارة على الممانعين
لا تألو وزارة الأوقاف جهدًا في دحض حجج الممنعين، التي تستند إلى مفهوم أساسي في الفقه الإسلامي، وهو أن كل عبادة لم يفعلها النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته تعتبر “بدعة”، وكل بدعة ضلالة، مستندين إلى عدم شهرة الاحتفال بالمولد في القرون الثلاثة الأولى على أنه إضافة للدين بلا دليل.
توضيحات حول معنى “كل”
ضمن متابعتي لمحاضرات الدكتور أسامة الأزهري على وسائل التواصل الاجتماعي، أعجبني توضيحه بأن كلمة “كل” لا تعني العموم في جميع الأحوال، وأشار إلى كتاب لم أسمع عنه مسبقًا، وهو “أحكام كل وما عليه تدل” لتقي الدين أبي الحسن علي بن عبد الكافي السبكي الشافعي، واستعرض أمثلة توضح أن كلمة “كل” لا تدل بالضرورة على العموم، وبالتالي ليست كل بدعة ضلالة. وقد أشار العلماء إلى أن البدعة ليست على درجة واحدة، فهناك “بدعة حسنة” إذا كانت ضمن الأصول العامة للشريعة وتخدم مقاصدها، واعتبر الاحتفال بالمولد النبوي وسيلة للتذكير بسيرة النبي صلى الله عليه وسلم ومعجزاته.
مطلب لطباعة الكتاب
أود أن أغتنم هذه الفرصة لمناشدة وزير الأوقاف بإعادة طباعة هذا الكتاب القيّم، الذي لا زلت أبحث عنه لاقتناءه، رغم توافره على الإنترنت بصيغة الـ “بى دى إف”، لكن القراءة من الكتاب المطبوع لها شعور خاص، فهل سيستجيب السيد الوزير لدعوتي، ويعيد طباعة الكتاب ويوزعه بالمجان على الأئمة والخطباء، أو بسعر التكلفة، ويمكن التنسيق مع صحيفة “عقيدتى” أو مجلة “الأزهر” لتوزيعه كهدية للقراء؟
اقرأ أيضاً مسيرة حافلة بالعطاء.. «الأوقاف» تحيي ذكرى وفاة القارئ محمود عبد الحكم
ضمن خطتها لإعمار بيوت الله.. الأوقاف تفتتح 10 مساجد اليوم الجمعة بهذه المحافظات
موضوع خطبة الجمعة 12 سبتمبر 2025.. «الأوقاف» تؤكد أهمية التوعية بالمسؤولية المشتركة للفرد والأسرة.