«مصر التي تسكن خواطري وأحلامي» أين هي الآن؟

«مصر التي تسكن خواطري وأحلامي»  أين هي الآن؟

مصر التي تعيش في خاطري وفمي، أحبها بكل روحي ودمائي، تلك التي كتب عنها الشاعر الكبير أحمد رامى، ولحنها المبدع رياض السنباطي، وغنتها لنا كوكب الشرق أم كلثوم، وقد عشناها واستنشقت هواء نيلها، لم تعُد هي ذاتها مصر التي نعرفها اليوم، وهذا للأسف يضعنا أمام ضرورة واسعة لتضافر جهود أبناء مصر الأوفياء ومفكريها وشبابها الطموح، بهدف إعادة بلادنا إلى مكانتها في قلوبنا وأذهاننا، ورغم أننا لسنا غافلين عن الإنجازات الكبيرة التي شهدتها البنية التحتية في مصر من طرق وكباري ومدن جديدة، إلا أن الانتباه لم يتجه نحو هموم المواطن المصري، الذي يعاني من صعوبة المعيشة، مما يعكس فشلًا في استجابة الحكومة لهذا الوضع الخطير، الذي يستدعي جهودًا موجهة لتصحيح مسار الأمور، وسأتناول بعض جوانب هذا الموضوع.

أولًا.. الإعلام المصري:

للأسف، يعاني الإعلام في مصر من تدهور ملحوظ خلال السنوات الأخيرة، وأصبحت قناة ماسبيرو الوجهة الأولى للمشاهدين، ولأسباب عدة منها:

١- قلة القنوات الموجهة للشباب، الذي يعد غالبية الشعب المصري، والذي يسعى لمعرفة المزيد عن العلماء والمفكرين ذوي التأثير في تطور مصر، وقد علمت أن الإعلامي والصحفي المتميز أحمد إبراهيم، نائب رئيس الإذاعة المصرية، أعد برنامج “الفرسان” الذي يبرز هؤلاء العلماء والمبدعين، وسجل أكثر من 150 حلقة لم تُعرض من قبل، ونحن في حاجة ماسة إلى مثل هذه البرامج، لذا أدعو إلى بث البرنامج عبر التلفزيون الرسمي ضمن مشروع نهضة إعلامية حقيقية لاستعادة مكانة ماسبيرو.

٢- البرامج الصحية، لقد تحدثت كثيرًا عن البرامج الصحية المدفوعة والتي تتناقض مع الأخلاقيات الطبية، وأدعو نقابة الأطباء للتعاون مع مسؤولي الإعلام لوضع خطة علمية كفيلة بتلبية احتياجات الجمهور المصري، مع ضرورة القضاء على ظاهرة المتحدثين عن السمنة والنحافة بلا علم، ويجب أيضاً تطبيق قانون حماية المستهلك لمواجهة الإعلانات الطبية المجهولة والمضللة.

٣- الإعلام السياسي، يجب الاعتراف بأن الحوارات السياسية الحقيقية نادرة، وهي تقتصر على الرأي الواحد، حيث تفاجأ المشاهد المصري باختفاء إعلاميين مثل محمد علي خير وإبراهيم عيسى بدون تفسير، فالمشاهد له الحق في سماع مختلف الآراء وفقًا لنصوص الرئيس الأخيرة.

٤- مظهر المذيعين، لا أفهم كيف يتم اختيار العاملين في هذا المجال، حيث أن لدينا عددًا كبيرًا من خريجي كليات الإعلام، إلا أن بعضهم يتعامل مع المشاهدين وكأنهم تلاميذ، مع ظهور البعض الآخر بأسلوب غير لائق، وهو ما يتطلب إعادة النظر في معايير الاختيار.

ثانيًا.. أحوال المعيشة والطبقية المقيتة:

عندما يصرح رئيس الوزراء بأن مصر قد تجاوزت الأزمة الاقتصادية، فمن المفترض أن يتوجه بحديثه إلى من؟، المواطن المصري يعاني من الغضب بسبب ارتفاع الأسعار بلا رقيب، مما يستدعي تدخلًا حكوميًا لضبط الأسعار، بدلاً من التذرع بمبررات السوق، لذا يجب الاتفاق على هامش ربح معقول يتم الالتزام به، بينما يعيش المجتمع المصري تحت وطأة الطبقية المقيتة، كما أشارت الكاتبة د. أماني قنديل في مقالها بالأهرام.

آمل أن نكون حريصين على مراجعة أولوياتنا وتحسين الأوضاع التي تعنينا جميعًا.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *