شهد قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في مصر تطورًا ملحوظًا خلال السنوات الأخيرة، فلم يعد مجرد مزود لخدمات الإنترنت والاتصالات، بل أصبح من الداعمين الرئيسيين للنمو الاقتصادي والتنمية المستدامة، تأتي هذه التحولات نتيجة لرؤية استراتيجية شاملة وضعتها وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بهدف بناء “مصر الرقمية”
تعكس إنجازات هذا القطاع خلال الفترة الأخيرة إرادة سياسية واضحة ورؤية استراتيجية طموحة تهدف إلى تحويل مصر إلى مجتمع رقمي متكامل يمكنه المنافسة عالميًا، بالإضافة إلى كونه محفزًا للاستثمار وداعمًا للاقتصاد وطورت ريادة الأعمال.
نمو قياسي ومؤشرات عالمية متميزة
حقق القطاع معدلات نمو مرتفعة على مدار العام السابع على التوالي، حيث تراوحت النسبة بين 14 و16%، وساهم في الناتج المحلي الإجمالي بنحو 6%، كما نمت صادراته الرقمية بأكثر من أربعة أضعاف لتصل إلى 6.9 مليار دولار بحلول عام 2024، وجاءت مصر في مقدمة ثلاث دول عالمية في تقديم خدمات التعهيد العابرة للحدود كما احتلت المرتبة الأولى إفريقيًا في سرعة الإنترنت.
التحول الرقمي: خدمات أسرع وأكثر كفاءة
أطلقت الوزارة منصة “مصر الرقمية” التي تقدم أكثر من 200 خدمة حكومية رقمية، مدعومة بـ15 تطبيقًا على الهواتف الذكية لتسهيل حياة المواطنين، كما تم ربط أكثر من 100 قاعدة بيانات حكومية ضمن مشروع البنية المعلوماتية، وتنفيذ مشروعات رقمية متعددة مثل الكارت الذكي للفلاح ومنظومة التقاضي الإلكتروني والرقم القومي للعقارات.
تمكين الذكاء الاصطناعي والتحول التكنولوجي
بدأت الوزارة منذ عام 2019 في تنفيذ الاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي، وتم إطلاق عدد من التطبيقات الابتكارية في مجالات الصحة والزراعة والتعرف الصوتي، فضلاً عن تأسيس مركز الابتكار التطبيقي وإطلاق الميثاق المصري للذكاء الاصطناعي المسئول.
تنمية صناعة التعهيد
تضاعف عدد شركات التعهيد بنسبة 180% ليصل إلى 186 شركة، وبلغ عدد العاملين في القطاع 150 ألفًا، وذلك في إطار استراتيجية “مصر الرقمية لتنمية صناعة التعهيد 2022-2026″، بالإضافة إلى منح التراخيص لأول مرة لمراكز الاتصال وتنظيم هذا القطاع الحيوي.
توطين صناعة الإلكترونيات
استطاعت الوزارة جذب 9 شركات عالمية لتصنيع الهواتف المحمولة، حيث تجاوزت نسبة التصنيع المحلي 40%، كما تم تشغيل 3 مصانع لإنتاج كابلات الألياف الضوئية، وتضاعف عدد شركات تصميم الإلكترونيات ليصبح أكثر من 80 شركة.
دعم الابتكار وريادة الأعمال
أنشأت الوزارة 24 مركزًا من مراكز “إبداع مصر الرقمية” بالمحافظات لدعم الشركات الناشئة وتوفير حاضنات الأعمال والتدريب، بالشراكة مع كبار الشركات العالمية مثل Plug and Play و500 Global، كما تصدرت مصر قائمة الدول الأكثر جذبًا للاستثمارات التكنولوجية الناشئة في المنطقة.
بناء القدرات البشرية
تم تدريب أكثر من 500 ألف متدرب بميزانية وصلت إلى 2 مليار جنيه، كما أُنشئت جامعة مصر للمعلوماتية كأول جامعة متخصصة في أفريقيا، وتم افتتاح 19 مدرسة WE للتكنولوجيا التطبيقية، وإطلاق سلسلة من المبادرات التدريبية مثل “رواد مصر الرقمية”، و”بناة مصر الرقمية”، و”مهارة تك” وغيرها.
تطوير خدمات الاتصالات والبنية التحتية
شهدت مصر تحسنًا كبيرًا في جودة الإنترنت وخدمات المحمول، حيث تم إطلاق خدمات الجيلين الرابع والخامس، وبات عدد أبراج المحمول 37 ألفًا، كما تم ربط أكثر من 20 ألف مبنى حكومي بشبكة الألياف الضوئية، وتوفير إنترنت فائق السرعة لأكثر من 2500 مدرسة ثانوية.
تعزيز الأمن السيبراني
حققت مصر المركز الأول إفريقيا في مؤشر الأمن السيبراني ضمن 12 دولة فقط حصلت على الدرجة الكاملة، كما تم إطلاق النسخة الثانية من الاستراتيجية الوطنية للأمن السيبراني بالإضافة إلى مبادرات تأهيل الشباب في هذا المجال الحيوي.
البريد المصري: تطوير شامل وخدمات ذكية
تم تطوير 4055 مكتب بريد من أصل أكثر من 4700، وإنشاء مكاتب بريد متنقلة، بالإضافة إلى وصول عدد ماكينات الصراف الآلي إلى 3000، كما أُطلقت خدمات “وصلها إكسبريس” و”بريدى”، وتم افتتاح متحف البريد المصري بحلة حديثة.
مشروعات “حياة كريمة”
شاركت الوزارة في مبادرة “حياة كريمة” من خلال تطوير خدمات الإنترنت وربط القرى بكابلات الألياف الضوئية، وإنشاء وتحديث 1644 مكتب بريد، وتثقيف أكثر من 160 ألف مواطن رقميًا، وتأهيل أكثر من 11 ألف موظف حكومي.
بيئة تشريعية وتنظيمية داعمة
أصدرت الوزارة قوانين لمكافحة جرائم تقنية المعلومات وحماية البيانات الشخصية، كما أطلقت سياسة “الحوسبة السحابية أولاً”، وخفضت الحد الأدنى لرأس مال شركات الشخص الواحد لتيسير إنشاء الشركات الناشئة.