
قال مصطفى أكرم، مسؤول قسم المخطوطات بجناح الأزهر الشريف في معرض مكتبة الإسكندرية الدولي للكتاب، إن هذا الركن يشكل أحد الأركان الرئيسية كل عام. يحتوي الركن على مجموعة من المخطوطات القيمة، من بينها النسخة الأصلية من جدول يونس المصري، الذي وثق 30 خسوفًا للقمر و40 تغيرًا كوكبيًا. بالإضافة إلى وثيقة تاريخية تعود للعام 1795، تعتبر من أوائل محاولات صياغة دستور في مصر، أعدها علماء الأزهر لتنظيم العلاقة بين الحاكم والمحكوم في وقت شهدت فيه البلاد أزمة اقتصادية. كما تم تخصيص مساحة داخل الجناح لتوثيق تاريخ مشيخة الأزهر من خلال لوحة شرف تضم صور وأسماء مشايخ الأزهر، بدءًا من الشيخ محمد العروسي الفشني وحتى الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، بهدف تعريف الزوار بمكانة الأزهر ورموزه العلمية والدينية عبر العصور.
وأكد أكرم أن الجناح يشهد هذا العام إضافة أقسام جديدة، منها قسم خاص لعلوم الفلك، الذي يعرض عددًا من المخطوطات التي تؤرخ لإسهامات العلماء المسلمين في هذا المجال على مدى أكثر من 150 عامًا، حيث تظهر استخدامهم لأدوات وأجهزة فلكية متقدمة نسبيًا في ذلك الوقت. بالإضافة إلى مخطوطات نادرة في مجالات الطب والهندسة والموسيقى، تُعرض لأول مرة، مشيرًا إلى أن من أبرز المقتنيات المعروضة هناك عدد من المصاحف النادرة، من بينها مصحف رقّي يعود إلى القرن الرابع الهجري، ومصحف مكون من 19 صفحة كُتب بخط الفنان المصري علي لطفي التنيني، الذي أهداه الأمير فاروق لمكتبة الأزهر. وهناك أيضًا مخطوطة نادرة في الكيمياء والطبيعة تحمل عنوان “الدرة اليتيمة في الصناعة الكريمة”.
وأوضح أكرم أن هذا الركن يحتوي على حوالي 50 ألف مخطوطة تغطي نحو 60 فرعًا علميًا متنوعًا، تشمل الطب، الفلك، الهندسة، الموسيقى، التاريخ، الجغرافيا، بالإضافة إلى العلوم الشرعية. كما أكد على أهمية هذه المخطوطات في الكشف عن التنوع الكبير والثراء المعرفي لمكتبة الأزهر.
وشدد على الجهود المبذولة للحفاظ على هذا التراث، موضحًا أن مكتبة الأزهر تملك إدارة متخصصة في الترميم، تعمل على صيانة المخطوطات وتأمين بيئة مناسبة لحمايتها. كما تمتلك إدارة للرقمنة تتيح هذه الكنوز العلمية للباحثين والمهتمين من خلال الوسائل الرقمية الحديثة. واختتم حديثه بالإشارة إلى أن الأزهر الشريف لا يمثل فقط منارة دينية، بل هو كيان علمي وثقافي شامل يسهم في تعزيز الهوية المعرفية والحضارية لمصر والعالم الإسلامي.
تعليقات