30 يونيو: انطلاقة جديدة لقطاع البترول نحو مستقبل زاهر وموارد مستدامة

30 يونيو: انطلاقة جديدة لقطاع البترول نحو مستقبل زاهر وموارد مستدامة

في الذكرى الثانية عشرة لثورة 30 يونيو، يمر قطاع البترول والثروة المعدنية في مصر بنقلة جديدة نحو مستقبل مشرق وعائد مستدام، من خلال تعزيز مشاريع الاستكشاف والتنمية والإنتاج بهدف تقليل الفاتورة الاستيرادية، ودعم التعاون الإقليمي لاستغلال موقع مصر الجغرافي المميز، إضافةً إلى البنية التحتية المتطورة من موانئ وشبكات أنابيب لتعزيز مكانة مصر كمركز إقليمي للطاقة.

إدراكًا من القيادة السياسية لأهمية دعم قطاع البترول والطاقة في مصر، شهد السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، في السابع عشر من فبراير الماضي، فعاليات المؤتمر والمعرض الدولي الثامن للطاقة “إيجبس 2025″، تحت شعار “بناء مستقبل آمن ومستدام للطاقة”، بحضور الرئيس القبرصي نيكوس كريستودوليدس، ومشاركة عدد من وزراء الطاقة والبترول بالإضافة إلى قادة أكبر الشركات العالمية في هذا المجال.

وخلال المؤتمر الذي يعتبر منصة رئيسية للنقاش حول الطاقة ومستجدات الصناعة، تم توقيع عدد من الاتفاقيات المهمة في مجالات كفاءة استخدام الطاقة والطاقة المتجددة، مما يعزز دور مصر كمركز إقليمي في هذا القطاع. حضر المؤتمر نحو 47 ألف مشارك، بالإضافة إلى أكثر من 300 قائد في صناعة الطاقة العالمية و2500 موفد و500 عارض، مع مشاركة 8 مؤسسات حكومية بترولية و17 شركة طاقة دولية مثل أباتشي وبريتش بتروليوم وشيفرون وإيني وشل.

تعمل وزارة البترول والثروة المعدنية ضمن برنامج حكومي جديد يهدف إلى تعزيز الإصلاحات الاقتصادية، مع التركيز على جذب وزيادة الاستثمارات المحلية والدولية، ودعم نمو القطاع الخاص، مما يسهم في تحسين الأداء الاقتصادي للدولة في جميع المجالات، وخاصةً في مجال البترول والتعدين.

خلال الأشهر الأخيرة، تم تكثيف الجهود لزيادة الإنتاج المحلي من الثروة البترولية (الزيت الخام والغاز الطبيعي) من خلال تسريع عمليات تطوير الآبار الجديدة ووضعها على خريطة الإنتاج، مع تعزيز أعمال البحث والاستكشاف في المناطق البرية والبحرية، بالإضافة إلى جذب المزيد من الاستثمارات الجديدة في مجالات البحث والاستكشاف والطاقات المتجددة مثل الهيدروجين.

في هذا الإطار، أعلنت الوزارة عن الانتهاء من تقييم العروض وترسية 7 مناطق استكشافية وإنتاجية جديدة، وذلك ضمن الاستراتيجية لجذب استثمارات جديدة وتلبية احتياجات السوق. تشمل الاتفاقيات التزام الشركات الفائزة بضخ استثمارات جديدة وحفر 17 بئراً استكشافياً كحد أدنى.

تتوزع المهام على الشركات حيث فازت شركة كايرون بتنفيذ مشاريع في منطقتي “شمال سترا” و”شرق سيدي براني”، في حين فازت شركة أباتشي بمنطقة “غرب كنايس K”، ومن المتوقع أن تقوم شركة (فاروس الفيوم) بأعمالها في منطقة “جنوب أبوسنان” مع خطط لحفر 3 آبار استكشافية. أيضاً، تم إسناد منطقة “جنوب وادي الريان” لشركة آي بي آر (IPR)، والتي تعهدت بحفر 3 آبار استكشافية.

على صعيد التعاون الإقليمي، عقد المهندس كريم بدوي، وزير البترول والثروة المعدنية، مجموعة من اللقاءات مع مسؤولين رفيعي المستوى، كان من أبرزها اجتماع مع وزير الطاقة القبرصي. تناول الاجتماع مواضيع تتعلق بربط حقول الغاز القبرصية بمصر، مع التأكيد على تسريع الإجراءات والتنسيق بين السلطات المختصة.

أما فيما يخص قطاع التعدين، فقد شهد في أبريل الماضي قرارًا تاريخيًا بموافقة مجلس النواب على تعديل قانون الثروة المعدنية، وتحويل الهيئة إلى هيئة اقتصادية تحت مسمى “هيئة الثروة المعدنية والصناعات التعدينية”، مما يعكس بداية حقيقية للاستفادة القصوى من الثروات المعدنية.

من المتوقع أن يشهد قطاع التعدين تحولًا كبيرًا في الفترة القادمة، حيث تم تصميم برنامج لتحديث وتطوير القطاع بالتعاون مع مكاتب استشارية عالمية، مع التركيز على الإصلاحات التشريعية وتحسين مناخ الاستثمار بما يحقق المنفعة لجميع الأطراف.