«هل يواجه نتنياهو غضب ترامب في الظل؟» التوترات السرية بين القائدين وتأثيرها على العلاقات الأمريكية الإسرائيلية

يواجه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إحباطاً متزايداً من رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بسبب تباين وجهات النظر حول كيفية التعامل مع حركة حماس ووقف إطلاق النار في قطاع غزة، ويعكس هذا الموقف صعوبة ترامب في الضغط على نتنياهو، رغم استيائه الشخصي، نتيجة العلاقة القوية بينهما والدعم السياسي والإعلامي الذي يحصل عليه الأخير في الولايات المتحدة.

إحباط ترامب من نتنياهو

ذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال” في تقرير للصحفيين الكسندر وورد ودوف ليبر، أن ترامب يشعر بعجز عن وقف نتنياهو رغم انزعاجه الدائم منه في أحاديثه الخاصة، فقد عبّر ترامب عن غضبه بعد استهداف “إسرائيل” لقادة حماس في قطر، قائلاً إنه “يلعب بي”.

المسار العسكري لنتنياهو وفشل ترامب

تشير الصحيفة إلى أن ترامب يشعر بالإحباط من أسلوب نتنياهو، ويتساءل هل سيغضب في يوم ما ليتخذ إجراءً ضده، فقد أوضح ترامب لمساعديه أن نتنياهو يفضل استخدام القوة العسكرية لإجبار حماس على الاستسلام، بدلاً من التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار. وقد بلغ إحباطه ذروته بعد الهجوم الإسرائيلي على مفاوضي حماس في قطر، الذي هدد محادثات السلام الهشة.

علاقة معقدة ومتينة

يشير التقرير إلى أن ترامب قد حير واشنطن بمشاعره تجاه نتنياهو، حيث يتساءل البعض لماذا يسمح ترامب، الذي يفضل السيطرة في العلاقات، لنتنياهو بالتحدي العلني لرغباته. فقد عبّر شالوم ليبنر، الذي عمل مع سبعة رؤساء وزراء إسرائيليين، عن حيرته قائلاً: “إن تحركات نتنياهو قد أطالت أمد الحرب وتسببت في مشاكل لترامب مع حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة.”

انتقادات ترامب لا تعني ضعف نتنياهو

على الرغم من أن ترامب استخدم لغة قاسية تجاه نتنياهو، خاصة بعد تهنئته لجو بايدن على فوزه الرئاسي، قائلاً إنه يعتبره خائناً، إلا أن هذه الانتقادات لم تؤثر على موقف نتنياهو، الذي يحظى بدعم قوي من ترامب. ومن الواضح أن العلاقة بينهما لا تزال وثيقة، حيث يجمعهما شعور مشترك بالاضطهاد من النخب.

نتنياهو: لاعب رئيسي في الكونغرس

يتحدث بعض المراقبين عن تأثير نتنياهو في الكونغرس ومؤسسات الإعلام ذات التوجه الجمهوري، فقد واصل نتنياهو تعزيز هذه العلاقات عبر اللقاءات مع المشرعين الأمريكيين. كما تشير استطلاعات الرأي إلى أن ثلثي الجمهوريين لديهم رؤية إيجابية تجاه نتنياهو.

ترامب: موقف ملتبس تجاه نتنياهو

في الوقت الذي تراجع فيه دعم الديمقراطيين لإسرائيل، إلا أن الدعم الجمهوري لا يزال قوياً، فقد انتقد بعض أعضاء تحالف ترامب استمرار الحرب في غزة. ومع ذلك، لا يريد ترامب القطيعة العلنية مع نتنياهو، حيث يفتخر بعلاقته الوثيقة به ويسعى لاستغلالها في تحقيق أهدافه الدبلوماسية.

استمرار العلاقات رغم التوترات

يبدو أن ترامب يسعى للحفاظ على العلاقة الدافئة مع نتنياهو، ومع معرفته بأن أي توتر سيظل مؤقتاً، لا يزال نتنياهو يعتبر ترامب أفضل صديق لإسرائيل في البيت الأبيض. وبالرغم من الغارات والضغوط، يظل ترامب مصرّاً على موقفه المؤيد لإسرائيل ويدعو إلى استسلام حماس.

تبعات الهجوم على قطر

بعد الهجوم على مفاوضي حماس في قطر، أجرى ترامب مكالمتين مع نتنياهو للتعبير عن استيائه، وفي محادثاته مع قادة قطر، أشاد بدورهم في الوساطة، بينما يصر نتنياهو على استسلام حماس، مما يتعارض مع رؤية ترامب لإنهاء الحرب المستمرة. وقد أشار ماركو روبيو إلى الموقف الفاتر من جميع الأطراف، حيث لم يتم توجيه أي انتقادات جديدة لإسرائيل.

ترامب ينتظر الفرصة لتحقيق السلام

يستعد ترامب للحديث في الجمعية العامة للأمم المتحدة الأسبوع المقبل، حول جهوده للسلام، وفي الوقت نفسه، فشلت إدارته في إقناع الحلفاء بعدم الاعتراف بالدولة الفلسطينية.

نتائج التحركات الإسرائيلية المتوقعة

قال روبيو إلى جانب نتنياهو إن هناك رد فعل مضاد متوقع من إسرائيل تجاه التحركات التي تم رصدها، مما يعكس تعقيد الأوضاع واستمرار التوترات في المنطقة.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *