تراجع الدولار الأمريكي مقابل معظم العملات، باستثناء الين، يوم الثلاثاء، قبيل احتمال إغلاق الحكومة الأمريكية، وهو ما قد يعيق صدور تقرير الوظائف الشهري هذا الأسبوع.
الإغلاق الوشيك
تركزت أنظار المستثمرين على قرب إغلاق الحكومة الأمريكية، حيث ينتهي التمويل الحكومي عند منتصف ليل الثلاثاء (04:00 بتوقيت غرينتش) ما لم يتم التوصل إلى اتفاق مؤقت في اللحظة الأخيرة بين الجمهوريين والديمقراطيين، صرح إلياس حداد، كبير خبراء استراتيجيات الأسواق في براون براذرز هاريمان، في مذكرة بحثية بأن: “الإغلاق المحتمل للحكومة الأمريكية صباح الأربعاء سيبقي الدولار تحت ضغط هبوطي”. وتابع أن: “المنطق هنا يشير إلى أن الإغلاق الحكومي قد يؤدي إلى تساهل في سياسات الاحتياطي الفيدرالي، فإذا كان الإغلاق قصيرًا، قد يتجاهله الاحتياطي الفيدرالي، ولكن إذا طال الإغلاق لأكثر من أسبوعين، فإن المخاطر المتعلقة بتراجع النمو ستزداد، مما قد يزيد من احتمالية تبني الاحتياطي الفيدرالي سياسات أكثر مرونة”.
توقعات السوق
تشير العقود الآجلة لأسعار الفائدة الأمريكية إلى إمكانية تخفيف السياسة النقدية بمقدار 43 نقطة أساس هذا العام، مع توقع بدء ذلك بـ 25 نقطة أساس في أكتوبر، واحتمالية كبيرة لخفض ثانٍ بنهاية العام.
تأثير الإغلاق على تقرير الوظائف
يزيد الإغلاق المحتمل من قلق المستثمرين الذين ينتظرون تقرير الوظائف غير الزراعية يوم الجمعة، حيث أعلنت وزارتا العمل والتجارة الأمريكيتان أن وكالاتهما الإحصائية ستتوقف عن إصدار البيانات إذا حدث إغلاق جزئي، بما في ذلك بيانات التوظيف لشهر سبتمبر التي تتلقى متابعة دقيقة، ويُعد تقرير الرواتب، المقرر صدوره يوم الجمعة، بالغ الأهمية لاتخاذ قرارات مجلس الاحتياطي الفيدرالي، مما قد يؤدي إلى تقلبات إضافية في السوق، مع تزايد حالة عدم اليقين بين المستثمرين.
دلالات سوق العمل
في وقت متأخر من صباح الثلاثاء، انخفض الدولار بنسبة 0.5% مقابل الين ليصل إلى 147.86، مستمراً في انخفاضه بعد صدور مسح مختلط لفرص العمل ودوران العمالة (JOLTS) من مكتب إحصاءات العمل، حيث أظهر التقرير أن فرص العمل في الولايات المتحدة زادت بشكل طفيف في أغسطس، بينما انخفض التوظيف، متماشياً مع ضعف سوق العمل، مع تسجيل فرص العمل ارتفاعاً بمقدار 19,000 وظيفة، لتصل إلى 7.227 مليون وظيفة بحلول اليوم الأخير من أغسطس، بينما انخفض التوظيف بمقدار 114,000 وظيفة، ليصل إلى 5.126 مليون وظيفة، مع انخفاض حالات التسريح بمقدار 62 ألفاً لتصل إلى 1.725 مليون.
مؤشر الدولار
انخفض مؤشر الدولار بنسبة 0.2% إلى 97.756، بينما ارتفع اليورو بنسبة 0.1% إلى 1.1742 دولار، كما تأثر الدولار الأمريكي سلباً بمؤشر ثقة المستهلك الصادر عن مجلس المؤتمرات، الذي انخفض بمقدار 3.6 نقطة ليصل إلى 94.2 هذا الشهر، وكان اقتصاديون استطلعت رويترز آراءهم قد توقعوا انخفاضه إلى 96.0.
تحليلات متعلقة بالين
بالنسبة للين، تابع المستثمرون ملخص آراء بنك اليابان من اجتماعه في سبتمبر، والذي تم فيه مناقشة إمكانية رفع أسعار الفائدة على المدى القريب، حيث تشير الأسواق إلى أن المتداولين يضعون حاليًا احتمالًا بنسبة 60% لرفع أسعار الفائدة في ديسمبر، ويقول الاستراتيجيون في بنك ING إن بيع الدولار مقابل الين قد يكون خيارًا شائعًا في حال تحقق الإغلاق الحكومي في الولايات المتحدة، وقد ارتفع الدولار بنسبة 0.7% مقابل الين هذا الشهر، ولكنه انخفض بنحو 6% حتى الآن في عام 2025، حيث يتوقع المستثمرون أن أسعار الفائدة اليابانية سترتفع ببطء، بينما ستنخفض أسعار الفائدة في الولايات المتحدة.
قال فرانشيسكو بيسول، استراتيجي العملات الأجنبية في بنك ING: “قد يظل انخفاض سعر صرف الدولار مقابل الين هو الخيار المفضل خلال فترة الإغلاق، فقد خسر الدولار 1.5% خلال فترة الإغلاق بين 2018-2019، ويتداول حالياً أعلى بنسبة 1% من قيمته العادلة قصيرة الأجل، وفقاً لنموذجنا”.
تحركات الدولار الأسترالي
ارتفع الدولار الأسترالي في آخر تعاملات بنسبة 0.8% ليصل إلى 0.6625 دولار أمريكي، بعد أن أبقى بنك الاحتياطي الأسترالي، الذي خفض تكاليف الاقتراض ثلاث مرات هذا العام، أسعار الفائدة ثابتة كما هو متوقع، حيث أوضح البنك أن البيانات الأخيرة تشير إلى أن التضخم قد يكون أعلى من المتوقع في الربع الثالث، وأن التوقعات الاقتصادية لا تزال غير مؤكدة.
الجنيه الإسترليني والتطورات الأوروبية
في أوروبا، تجاهل الجنيه الإسترليني البيانات التي أظهرت تباطؤ النمو الاقتصادي البريطاني إلى 0.3% بين أبريل ويونيو من هذا العام، في حين نما عجز الحساب الجاري خلال الأشهر الثلاثة المنتهية في يونيو بأكثر من المتوقع بكثير، ليصل إلى ما يعادل 3.8% من الناتج المحلي الإجمالي، مرتفعاً من 2.8% في الربع الأول من عام 2025، واستقر الجنيه الإسترليني عند 1.3436 دولار أمريكي، وانخفض قليلاً مقابل اليورو، الذي ارتفع بنسبة 0.1% ليصل إلى 87.38 بنسًا، وارتفع اليورو بنسبة 0.1% مقابل الدولار الأمريكي ليصل إلى 1.174 دولار أمريكي.