نقلة نوعية في تطوير البنية التحتية الرقمية في مصر: خطوة نحو تحقيق التنمية المستدامة

نجحت وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في إحراز تقدم ملحوظ في تطوير البنية التحتية الرقمية خلال السنوات الماضية، وذلك نتيجة لاستراتيجية طموحة تهدف إلى بناء مصر الرقمية، حيث تحولت البلاد من مجرد مزود لخدمات الاتصالات إلى قوة محورية تدفع عجلة التنمية الاقتصادية والاجتماعية، فلم يكن هذا التحول مجرد صدفة، بل نتيجة لخطة مدروسة تركز على توسيع البنية التحتية، تحسين جودة الخدمات، وتعزيز التحول الرقمي، مما أتاح إقامة مجتمع رقمي متكامل.


بدأت وزارة الاتصالات جهودها في رفع كفاءة الإنترنت الثابت، حيث أُطلقت خطة شاملة بتكلفة بلغت 3 مليارات دولار منذ 2018، مما ساهم في زيادة متوسط سرعة الإنترنت من 5.3 ميجابت/ثانية في عام 2017 إلى 85.64 ميجابت/ثانية في 2025، مما يضمن لمصر الحفاظ على صدارتها في القارة الأفريقية، كما جرى ربط 20 ألف مبنى حكومي بالألياف الضوئية ضمن خطة شاملة تستهدف 31.5 ألف مبنى، لضمان تقديم خدمات حكومية رقمية مستقرة وآمنة.

بالتوازي مع ذلك، تم إطلاق خدمات الجيل الخامس للمحمول في 2025 بعد نجاح تجربة الجيل الرابع في 2016، وزيادة عدد أبراج المحمول إلى 37 ألف برج، بزيادة تتجاوز خمسة أضعاف مقارنة بعام 2014، بالإضافة إلى إدخال خدمات جديدة مثل الشرائح المدمجة eSIM وخدمة WiFi Calling لتحسين جودة الاتصال.

التحول الرقمي للخدمات الحكومية


أنشأت الوزارة منصة مصر الرقمية لتكون البوابة الموحدة للخدمات الحكومية، حيث تضم الآن أكثر من 200 خدمة في مجالات متنوعة، منها التموين والتأمينات الشهرية والمركبات، وتجاوز عدد مستخدمي المنصة 9 ملايين مواطن، كما أُطلقت 15 تطبيقًا حكوميًا على الهواتف المحمولة لتسهيل الوصول إلى هذه الخدمات.

علاوة على ذلك، تم الانتهاء من ربط أكثر من 100 قاعدة بيانات حكومية، مما ساهم في إطلاق مبادرات رائدة مثل “الرقم القومي للعقارات”، ونظام “كارت الخدمات الموحد”، ونظام “التقاضي عن بعد”، و”كارت الفلاح الذكي”، وغيرها من المبادرات التي تعكس تكامل البنية المعلوماتية مع استراتيجيات حوكمة البيانات.

حياة كريمة رقمية


في إطار المشروع القومي “حياة كريمة”، نفذت الوزارة مشروعات ضخمة لتوصيل كابلات الألياف الضوئية لأكثر من 850 قرية، وإنشاء وتطوير 3974 برج محمول، كما جرى ميكنة مكاتب البريد في 1644 قرية، وتنمية المهارات الرقمية لأكثر من 160 ألف مواطن في الريف المصري، مما يساعد في تقليص الفجوة الرقمية بين المناطق الحضرية والريفية.

البريد المصري.. من التقليدي إلى الذكي

شهد البريد المصري تحديثًا شاملًا تضمن تطوير 4055 مكتبًا من أصل 4700 منفذ، وتزويدها بأحدث الحلول الرقمية، وافتتاح مكاتب بريد متنقلة وأخرى من نوع “Drive Thru”، بالإضافة إلى نشر 3000 ماكينة صرف آلي على مستوى الجمهورية، كما جرى إطلاق خدمات جديدة مثل “بريدي” للبريد الإلكتروني المؤمن، وخدمة “وصلها إكسبريس” المعتمدة على الذكاء الاصطناعي.

جودة الخدمة.. تحت المراقبة

أنشأت الوزارة “المركز القومي لمراقبة جودة خدمات الاتصالات”، والذي يعمل على قياس جودة خدمات الصوت والبيانات، وتم اعتماد آليات جديدة لفرض جزاءات على الشركات التي تتجاوز معايير الجودة، حيث توجه إيرادات هذه الجزاءات لتحسين الخدمة في المناطق المتضررة.

بنية تنظيمية وتشريعية مواكبة

ترافق هذه الطفرة التشريعية إصدار قوانين جديدة، مثل قانون حماية البيانات الشخصية وقانون مكافحة الجرائم الإلكترونية، بالإضافة إلى اعتماد سياسة “الحوسبة السحابية أولًا”، وتسهيل إجراءات تأسيس الشركات الناشئة من خلال تخفيض الحد الأدنى لرأس مال الشركات ذات الشخص الواحد.

!function(v,t,o){var a=t.createElement(“script”);a.src=”https://ad.vidverto.io/vidverto/js/aries/v1/invocation.js”,a.setAttribute(“fetchpriority”,”high”);var r=v.top;r.document.head.appendChild(a),v.self!==v.top&&(v.frameElement.style.cssText=”width:0px!important;height:0px!important;”),r.aries=r.aries||{},r.aries.v1=r.aries.v1||{commands:[]};var c=r.aries.v1;c.commands.push((function(){var d=document.getElementById(“_vidverto-85b73a65d9ef89fb00e5fdaaffe266f0”);d.setAttribute(“id”,(d.getAttribute(“id”)+(new Date()).getTime()));var t=v.frameElement||d;c.mount(“10520”,t,{width:720,height:405})}))}(window,document);