أريفينو : 16 أكتوبر 2025
استبشر منتجو الزيتون في المغرب، وخصوصا في منطقة قلعة السراغنة المعروفة بجودة زيتونها، بموسم زراعي أطلقوا عليه اسم “عام الخير”، متوقعين انخفاضا ملحوظا في أسعار الزيتون وزيت الزيتون قد يصل إلى 70% مقارنة بالسنوات السابقة، ويعود هذا التفاؤل إلى عاملين رئيسيين؛ الأول هو وفرة إنتاج الزيتون المحلي، والثاني هو الفائض الموجود في السوق المغربية من الزيوت المستوردة.
مؤشرات إيجابية للموسم الحالي
وفي هذا الإطار، أكد مصطفى كمال، مسير تعاونية بقلعة السراغنة، أن المؤشرات الأولية للموسم الحالي تبشر بالخير لكل من الفلاح والمستهلك، موضحا أن أسعار الزيتون في الأسواق المحلية أصبحت تتراوح بين 6 و8 دراهم للكيلوغرام، وهو انخفاض ملحوظ يعكس الوفرة الكبيرة في المحصول هذا العام.
عام الخير بامتياز
وأشار مصطفى كمال إلى أن هذا العام يعتبر “عام خير” بشكل خاص، حيث تشهد ضيعات الزيتون في المنطقة إنتاجا وفيرا، قائلاً: “الحمد لله، الخير متوفر هذا العام، وأشجار الزيتون محملة بالثمار بشكل جيد”.
الفائض المستورد وتأثيره على الأسعار
أضاف أن العامل الثاني الذي سيساهم في تراجع الأسعار هو الفائض من زيت الزيتون المستورد من دول مثل تونس وإسبانيا، مشيرا إلى أن “المعامل الكبرى التي كانت تعتمد على شراء الزيتون المحلي بأسعار مرتفعة، استعانت بالاستيراد، مما أدى إلى وجود مخزون كبير في السوق”، وهذا الفائض، بالإضافة إلى الإنتاج المحلي الوفير، سيساهم في الضغط على الأسعار للانخفاض، متوقعا أن يتراوح سعر لتر زيت الزيتون بين 50 و60 درهما مع تقدم الموسم.
حجم الحبات وآمال الأمطار
وعلى الرغم من وفرة الإنتاج، أشار كمال إلى أن حجم حبات الزيتون هذا الموسم يبدو ضعيفا نسبياً، حيث قال: “عندما تكون الشجرة محملة بالثمار بشكل يفوق طاقتها، فإنها لا تستطيع تغذية كل الحبات لتصل إلى حجمها الأقصى”، معربا عن أمله في هطول أمطار الخير خلال الأيام المقبلة، والتي من الممكن أن تساهم في تحسين جودة الثمار وحجمها النهائي.
تأخر نضج الزيتون
كما أشار إلى أن نضج الزيتون تأخر هذا العام حوالي شهر، مما سيطيل موسم الجني والعصر حتى شهري يناير وفبراير، وهو ما سيوفر فرصة أكبر للفلاحين والمستهلكين للاستفادة من الموسم.
زيت قلعة السراغنة.. جودته الفريدة
أشاد كمال بالجودة العالية التي يمتاز بها زيت زيتون منطقة قلعة السراغنة، والذي يحظى بتقدير كبير في مختلف أرجاء المغرب، معتمدا على عوامل طبيعية خاصة، حيث قال: “تقع منطقة السراغنة في موقع وسطي، وتتمتع بجو جاف وأرض قاسية وحرارة مرتفعة صيفاً، وهذه الظروف تجعل شجرة الزيتون تنتج أفضل أنواع الزيت والزيتون، المعروف بنكهته المميزة ولزوجته العالية ومرارته المحببة”.
تقنيات الإنتاج التقليدية
وفيما يتعلق بعملية الإنتاج في تعاونيته، أكد مصطفى كمال على التمسك بالطرق التقليدية الأصيلة، ولاسيما استخدام “الرحى” (المطحنة الحجرية) التي توارثوها عن الأجداد، موضحا الفرق بينها وبين المعاصر الحديثة، حيث قال: “الرحى تطحن الزيتون ببطء دون توليد حرارة، مما يحافظ على الطعم الأصلي والنكهة الطبيعية للزيت، أما المعاصر الحديثة، فتستخدم شفرات تدور بسرعة عالية، مما يولد احتكاكاً وحرارة قد تغير من مذاق الزيت”.
عملية الإنتاج والخطة المستقبلية
تبدأ عملية الإنتاج في التعاونية بمرحلة غسل الزيتون وتنقيته من الشوائب، ثم الطحن بالرحى، يليه العصر بضغط عالٍ لاستخلاص مزيج الزيت والمرجان، وأخيرا يتم فصل الزيت النقي عبر أجهزة الطرد المركزي دون أي تدخل حراري، ثم تعبئته مباشرة للحفاظ على جودته.
عبّر كمال عن أمله في أن يكون هذا الموسم مليئًا بالخير والبركة لكل من الفلاح والمنتج والمستهلك، وأن تعود الأمور إلى نصابها الطبيعي بأسعار معقولة يستفيد منها الجميع.
وما زالت مردودية الزيت، في بداية الموسم، منخفضة نسبيًا (بين 10% و12%) لأن الزيتون لم يصل بعد إلى مرحلة النضج الكامل، وبناءً على عملية حسابية (سعر شراء الزيتون مضافا إليه تكاليف العصر، مقسوما على المردودية)، فإن تكلفة إنتاج اللتر الواحد حاليا تتراوح بين 70 و75 درهماً.
ومن المنتظر أن يتم بيع هذه “الزيت الجديدة” التي يفضلها البعض لمرارتها القوية بهذا السعر، على أن تنخفض الأسعار تدريجيًا مع تقدم الموسم وتحسن المردودية، بينما يحمل موسم الزيتون الحالي آمالًا كبيرة بعودة التوازن إلى السوق، وتوفير زيت الزيتون المغربي الأصيل بأسعار معقولة للمستهلكين، مع تحقيق ربح مناسب للفلاحين والمنتجين.