بوغاتشر يتطلع إلى «ذهب رواندا» في أول بطولة للدراجات تستضيفها أفريقيا
تُعتبر رواندا، المعروفة بلقب «أرض الألف تل»، وجهة ذات طبيعة جبلية مدهشة، تتألف من تلال وسهول خضراء شاسعة، مما يجعلها مكانًا مثاليًا لاستضافة أول بطولة عالمية للدراجات على الطرق في أفريقيا، حيث يعشق سكان رواندا رياضة ركوب الدراجات، ومن المتوقع أن تتوافد حشود من المشجعين لدعم المتسابقين خلال السباقات المقررة يوم الأحد القادم.
في أسبوع السباق، يترقب الجميع فوز نجم الدراجات تادي بوغاتشر، الذي يُعتبر المرشح الأوفر حظًا للظفر بلقب سباق «الطرق» للرجال، الذي يمتد لمسافة 265 كيلومترًا، ويعتبر من أصعب مراحل بطولة العالم. على الرغم من أهمية هذا الحدث لرواندا ورياضة الدراجات، إلا أن قرار تنظيمه في بلد جارٍ لجمهورية الكونغو الديمقراطية قد واجه انتقادات من منظمات حقوق الإنسان بشأن استخدام الرياضة لتحسين الصورة العامة.
تجدر الإشارة إلى أن رواندا والكونغو الديمقراطية قد وقعتا اتفاق سلام في واشنطن في يونيو (حزيران) الماضي، في محادثات تمت بإشراف إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب، ويهدف هذا الاتفاق إلى إنهاء الصراعات الفتّاكة التي أودت بحياة العديد وجذب الاستثمارات بمليارات الدولارات إلى المنطقة الغنية بالمعادن.
على الرغم من المخاوف الأمنية التي تعتري الاستعدادات للسباق، أعلن ديفيد لابارتيان، رئيس «الاتحاد الدولي للدراجات»، أنه لا يوجد خطة بديلة، ويفضل اعتبار هذا الحدث فرصة لتوسيع نطاق الرياضة وإلهام الأجيال الجديدة من الدراجين في إفريقيا. وأكد لابارتيان في مقابلة مع مجلة «سايكلست» أن الذهاب إلى رواندا هو القرار الصائب، حيث أن البطولة تمثل بداية حقيقية للرياضة في القارة.
رغم غياب بعض الأسماء البارزة، تشهد كيغالي المنافسة من قبل مجموعة مميزة من الدراجين، حيث يُعتبر البلجيكي ريمكو إيفانبول هو الأوفر حظًا للفوز بذهبية سباق «ضد الساعة» للرجال للمرة الثالثة على التوالي، بينما سيُركّز السلوفيني بوغاتشر على سباق «الطرق»، مدفوعًا بالطبيعة الجبلية للمسار، مع وجود منافسة قوية من الأسترالي جاي فاين والهولندي تيمن أرينسمان، اللذين يسعيان لإثارة المفاجآت ضد إيفانبول.
في سباقات السيدات، ومع اعتزال جريس براون، بطلة سباق «ضد الساعة» لعام 2024، تبرز الأمريكية كلوي دايغرت، بطلة العالم مرتين، كالأوفر حظًا للفوز بالميدالية الذهبية. ويمتد الحدث ليشمل 13 لقبًا عالميًا في رواندا، لكن التركيز الأهم سيكون على «سباقات الطرق للنخبة» التي ستجذب انتباه الجماهير.
إذا سنحت الفرصة لبوغاتشر، حامل اللقب، لتصميم مسار يتناسب مع مهاراته، فلن يجد أفضل من المسار المقرر في 28 سبتمبر (أيلول). وعلى الرغم من غياب بعض أعضاء فريقه المعتاد من «فريق الإمارات»، سيتلقى الدعم من زميله بريموش روغليتش، الذي يتطلع أيضًا للفوز بميدالية. كما أشار أوروس مورن، أحد أعضاء طاقم التدريب، إلى أن هذا العام سيكون أكثر صعوبة مقارنة بالعام السابق، حيث يتوقع الجميع الدفاع عن اللقب.
سيحرص بوغاتشر على مراقبة إيفانبول والبريطاني توم بيدكوك، فيما سيستفيد المكسيكي إيزاك ديل تورو، الذي احتل المركز الثاني في «سباق إيطاليا» هذا العام، من خصائص المسار لزيادة فرصه في المنافسة. من ناحية أخرى، قررت البلجيكية لوته كوبيتسكي عدم الدفاع عن لقبها، بينما تظل الهولندية ديمي فولرينغ هي المرشحة الأبرز على مسار طولها 164 كيلومترًا، رغم أن الفرنسية المخضرمة، بولين فيران بريفو، تبقى من أبرز التهديدات في السباق.