استهل الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، مؤتمره الصحفي الأسبوعي مساء اليوم، مرحبًا بالحضور من الصحفيين والإعلاميين، ومُعبرًا عن تهانيه الحارة للشعب المصري العظيم، ولشعوب الأمتين العربية والإسلامية بمناسبة وقفة عرفات وقرب حلول عيد الأضحى المبارك. دعا الله أن يعيد هذه الأيام المباركة علينا جميعًا بالخير واليمن والبركات، كما توجه بالتهنئة إلى فخامة رئيس الجمهورية، متمنيًا دوام نعمة الاستقرار والسلام والأمن في ربوع مصر.
جاهزية الحكومة لاستقبال عيد الأضحى
افتتح رئيس الوزراء حديثه بالإشارة إلى استعدادات الدولة لاستقبال عيد الأضحى، موضحًا أن مجلس الوزراء ناقش اليوم الاجراءات والتدابير المتخذة لضمان انسيابية الاحتفالات خلال هذه الفترة. وجّه الدكتور مدبولي السيدة وزيرة التنمية المحلية بضرورة تكثيف جهود المحافظين ورفع درجات الاستعداد على مستوى المحافظات، مشيرًا إلى متابعته الشخصية لهذه الإجراءات مع المسؤولين المحليين.
ولأن موسم الحج يتزامن مع هذه الفترة، أوضح مدبولي أن الحكومة تتابع عن كثب أوضاع الحجاج المصريين في المملكة العربية السعودية، من خلال بعثات وزارة السياحة والتضامن الاجتماعي ووزارة الداخلية، لضمان راحة الحجاج وتوفير كافة احتياجاتهم.
تعزيز الخدمات العامة خلال العيد
أكد رئيس الوزراء على أهمية الجاهزية التامة خلال أيام عيد الأضحى، موضحًا أن هناك توجيهات صارمة لجميع الوزراء والمحافظين بتفعيل غرف عمليات الطوارئ في جميع الجهات المعنية، مع تأمين تواجد دائم للعاملين فيها لاستجابة سريعة لأي طارئ محتمل. كما تم التأكيد على تجديد وتحسين ساحات الصلاة بالتنسيق بين وزارة الداخلية والمحافظات، وضمان جاهزية المجازر العمومية لاستقبال الأضاحي وتنظيم عمليات الذبح وفقًا للمعايير الصحية والتنظيمية.
أشار مدبولي أيضًا إلى توفير وسائل النقل الجماعي بشكل كافٍ لتسهيل تنقل المواطنين خلال فترة العيد، بالإضافة إلى متابعة استعدادات المستشفيات وسيارات الإسعاف، مع ضمان توافر الأدوية والمستلزمات الطبية الحيوية. كما تم التحضير لاستقبال أعداد كبيرة من المواطنين في الحدائق العامة والشواطئ، التي تشهد إقبالًا متزايدًا خلال العطلات الرسمية.
وعلى صعيد السلع الأساسية، أكد رئيس الوزراء استقرار الأسواق وتوافر كافة المنتجات الضرورية، مع استمرار الرقابة لمنع أي محاولات لاستغلال فترة العيد في مخالفات البناء سواء على الأراضي الزراعية أو أراضي الدولة.
متابعة توجهات القيادة في مشروعات التنمية
انتقل الدكتور مصطفى مدبولي للحديث عن أهم الملفات التي ناقشها الرئيس عبدالفتاح السيسي خلال الاجتماعات الأخيرة، والتي ركزت على عدة محاور تنموية مهمة. أبرزها متابعة مشروع الدلتا الجديدة بالتعاون مع جهاز مستقبل مصر للتنمية المستدامة، إضافة إلى المشروعات الزراعية في جنوب الدلتا وجنوب مصر، التي تهدف إلى استصلاح الأراضي وتعزيز الإنتاج الزراعي.
كما تناول الحديث الخطوات التنفيذية لتعزيز تنافسية الاقتصاد المصري وجذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية المباشرة. وأكد مدبولي على إطلاق المنصة الإلكترونية الموحدة لتراخيص الاستثمار، التي سيتم تقديمها من قبل وزير الاستثمار والتجارة الخارجية، والتي تأتي كجزء من الإصلاحات الهيكلية لتسهيل إجراءات المستثمرين عبر منصة واحدة موحدة.
الإصلاحات الاقتصادية وجذب الاستثمارات
أشار رئيس الوزراء إلى اجتماع الرئيس مع وزراء المجموعة الاقتصادية المعنيين بالشأن الصناعي، حيث تم مناقشة إجراءات زيادة الاستثمارات وتبسيط الإجراءات الضريبية، إلى جانب تيسير وتطوير الخدمات المقدمة للمستثمرين والقطاع الخاص. وأكد الرئيس موافقته على الخطة المطروحة، داعيًا إلى الإسراع في تنفيذها خلال الفترة المقبلة.
تطوير شركات قطاع الأعمال العام
تطرق الدكتور مصطفى مدبولي إلى الاجتماع الخاص بوزير قطاع الأعمال العام، الذي استعرض خلاله خطط تطوير شركات القطاع العام القابضة، وعلى رأسها الشركة القابضة للغزل والنسيج. وأشار إلى افتتاح المرحلة الأولى من مصانع المحلة الكبرى في ديسمبر الماضي، مع توقع الانتهاء من المرحلة الثانية بحلول أكتوبر القادم، وتكملة تطوير الشركات التابعة بحلول أبريل المقبل.
أكد مدبولي على أهمية هذه الشركات في استعادة مصر لمكانتها التنافسية في قطاع الغزل والنسيج، مشيرًا إلى حرص الدولة على إدارة هذه الشركات بالشراكة مع القطاع الخاص بعد الانتهاء من عمليات التطوير، وهو ما تم التوافق عليه في اجتماع مجلس الوزراء اليوم. وأوضح أنه تم تكليف نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية ووزيري الصناعة والنقل والاستثمار بالتنسيق مع وزير قطاع الأعمال لجذب شركات عالمية ومحلية لإدارة هذه الشركات المطورة.
مواجهة التحديات المناخية في الإسكندرية
في جانب آخر، تناول رئيس الوزراء الموضوعات الداخلية التي تهم الرأي العام، ومنها الظروف المناخية الاستثنائية التي شهدتها محافظة الإسكندرية مؤخرًا، والتي تسببت في سقوط كميات كبيرة من الأمطار وتساقط الثلوج. وأوضح أن الدولة استعدت لهذه التحديات بناءً على توجيهات الرئيس السيسي، من خلال تشكيل خلايا طوارئ على مستوى المحافظات، وتنفيذ تدريبات عملية لرفع الجاهزية لمواجهة الكوارث الطبيعية.
أشار مدبولي إلى أن هناك جدلاً حول مدى كفاية الإنذارات الصادرة من هيئة الأرصاد الجوية، لكنه أكد أن الأهم كان الاستجابة السريعة والفعالة من جميع أجهزة الدولة والمحافظة، مما ساهم في تقليل الأضرار إلى أدنى حد ممكن. وذكر أن حركة المواطنين بدأت تستقر صباح اليوم التالي للأزمة، مع بعض التداعيات المحدودة التي تم التعامل معها بسرعة.
الاستعداد المستمر لمواجهة تداعيات التغيرات المناخية
أوضح رئيس الوزراء أن مثل هذه الأزمات المناخية قد تتكرر بفترات متقاربة، مع توقعات بظهور ظواهر جوية غير معتادة من حيث حجم الأمطار والرياح، لكنه شدد على أن الاستعدادات الحكومية ستظل مكتملة دائمًا، بهدف تقليل الأضرار والتعامل مع كل المستجدات بكفاءة عالية.
في الختام، أكد الدكتور مصطفى مدبولي أن الحكومة المصرية تبذل جهودًا مستمرة لضمان استقرار البلاد وتنمية مواردها، مع تهيئة الأجواء الملائمة لمواطنيها خلال المناسبات الدينية والوطنية، مع اليقظة الدائمة لمواجهة أي تحديات داخلية أو خارجية.
تعليقات