شهدت صناديق الاستثمار المتداولة في الذهب المدعومة ماديا ارتفاعًا ملحوظًا في الحيازات، حيث وصلت إلى أعلى مستوى لها منذ 3 سنوات، وارتفع إجمالي الحيازات إلى 98.9 مليون أونصة، مسجلة بذلك أعلى مستوى لها منذ 16 سبتمبر 2022.
الزيادة في الحيازات
تأتي هذه الزيادة في الحيازات بصفة مفارقة، إذ تزامنت مع تراجع حاد ومفاجئ في سعر المعدن النفيس، حيث انخفض سعر الذهب يوم الثلاثاء بنسبة 6.3%، مسجلًا بذلك أسوأ هبوط يومي له منذ عام 2013، وقبل هذا التراجع، كان الذهب قد وصل إلى ذروة جديدة عند 4،381.52 دولارًا للأونصة في اليوم السابق.
سعر الذهب خلال تعاملات اليوم
أسباب التراجع الذهب
يُعزى الانخفاض الكبير في سعر الذهب إلى مخاوف السوق من أن الارتفاع المستمر والسريع للأسعار قد امتد أبعد من اللازم، كما ساهمت مجموعة من العوامل في انخفاض سعر المعدن النفيس، شملت المحادثات التجارية الإيجابية بين الصين والولايات المتحدة التي قللت من الحاجة إلى الملاذات الآمنة، وارتفاع قيمة الدولار الأمريكي الذي يزيد من تكلفة المعادن الثمينة للمشترين الدوليين.
استدامة الطلب الأساسي
على الرغم من التراجع الأخير، لا يزال الذهب مرتفعًا بأكثر من 50% هذا العام، مدفوعًا جزئيًا بالإقبال القوي للمستثمرين الأفراد على صناديق الاستثمار المتداولة، وفي تحليله لوضع السوق، قال أولي هانسن، استراتيجي السلع في ساكسو بنك: “خلال جلسات التداول الأخيرة، ازداد قلق المتداولين بشأن احتمال حدوث تصحيح وتوحيد للأسعار، ومع ذلك، أضاف هانسن أن قوة السوق الحقيقية تتكشف خلال التصحيحات، مرجحًا أن الطلب الأساسي على الذهب يُرجح أن يُبقي أي تراجع محدودًا.”
توقعات السوق لاسعار الذهب
يترقب السوق الآن اجتماع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الصيني شي جين بينغ الأسبوع المقبل، والذي قد يحدد مسار الطلب المستقبلي على الذهب كملاذ آمن، ومن المتوقع أن يظل الذهب مستقرًا في الفترة المقبلة، خاصة مع استمرار الطلب على المعدن النفيس كملاذ آمن في ظل التوترات التجارية العالمية.
مستقبل الذهب خلال الفترة القادمة
من المتوقع أن يظل الذهب محط أنظار المستثمرين في الفترة المقبلة، خاصة مع استمرار التوترات التجارية العالمية وعدم اليقين بشأن السياسة النقدية، كما أن الطلب على الذهب كملاذ آمن قد يزداد في ظل هذه الظروف، مما قد يدعم أسعار المعدن النفيس في المستقبل.