أعلنت وزارة الحج والعمرة في المملكة العربية السعودية، ضمن خطط رؤية السعودية 2030، عن بدء تنفيذ قرار جديد يسمح لمواطني ومقيمي دول مجلس التعاون الخليجي الخمس (الإمارات، قطر، عُمان، الكويت، البحرين) بدخول المملكة على مدار العام لأداء العمرة أو لأغراض متعددة، دون الحاجة إلى تأشيرة مسبقة.
السعودية تفتح أبوابها على مدار العام للعمرة والزيارة لمختلف الأغراض بدون تأشيرة مسبقة
يأتي هذا التسهيل كجزء من خطوات إصلاحية تهدف لتعزيز الانفتاح السياحي والديني، وتيسير الإجراءات للزوار الخليجيين، وقد سبق الإعلان عن وقف تجديد الزيارة العائلية لليمنيين الذين دخلوا المملكة بعد موعد محدد مما يلزمهم بالمغادرة الفورية، مما يهدف إلى تنظيم الأمور.
فتح دائم للعمرة والزيارة لمواطني ومقيمي الخليج
وفقًا للإعلانات الرسمية الأخيرة، فإنه اعتبارًا من الآن، يمكن للمواطنين والمقيمين في الدول الخمس المذكورة السفر إلى المملكة لأداء العمرة أو زيارة المملكة لأي غرض دون الحاجة لتقديم طلب تأشيرة مسبقة، ويشترط الالتزام بالإجراءات الإلكترونية المعمول بها، واستخدام المنصات الرسمية مثل منصة “نسُك” للحصول على التصاريح المطلوبة، ويعتبر هذا الإجراء جزءًا من سلسلة التعديلات التي تهدف لتسهيل التنقل الديني والدولي، كما يقوي دور المملكة كمركز إسلامي وثقافي وسياحي في المنطقة.
تتضمن اللوائح الجديدة دخولًا عبر المنافذ البرية والجوية والبحرية، مع ضرورة الحصول على التصريح الإلكتروني اللازم من منصة العمرة المختصة قبل القدوم، ويتوقع أن يتم تطبيق القرار بشكل سريع ودون تأخيرات بيروقراطية، مما ينفع آلاف الزوار الخليجيين سنويًا.
تتعلق هذه الخطوة باستراتيجية شاملة تسعى المملكة من خلالها لتحقيق أهداف رؤية 2030، والتي تسلط الضوء على تنمية قطاع السياحة الدينية، وتعزيز مكانة المملكة كوجهة مركزية للحج والعمرة طوال العام، بجانب تحسين الفضاء السياحي والثقافي.
كما أعلنت الحكومة عن إطلاق منصة “نسُك” لتسهيل إصدار تصاريح العمرة إلكترونيًا، وتقديم حزم خدمات متصلة، وتحسين الإجراءات الرقابية والصحية، وفي بيئة ما بعد جائحة كورونا، تركزت جهود السلطات السعودية على إزالة العوائق التي كانت تعيق حركة المعتمرين والزوار، خاصة من دول الخليج، وذلك عن طريق تبسيط المتطلبات، ومراجعة شروط التأشيرات، وتسهيل الدخول دون الحاجة للتقديم المسبق في العديد من الحالات، شريطة استيفاء الزائر للمتطلبات الصحية والأمنية.
من الجوانب الإيجابية المتوقعة لهذا القرار:
- زيادة أعداد المعتمرين من دول الخليج على مدار العام، لما في الأمر من مرونة ودعم معنوي لدور المملكة الديني.
- دعم نمو قطاعات الإقامة، النقل، الضيافة، والتجزئة في المدن المقدسة، نظرًا لزيادة حركة الزوار.
- تعزيز العلاقات بين المملكة والدول الخليجية، انسجاماً مع التكامل الإقليمي وتشجيع التبادل الثقافي والديني.
أما التحديات فتشمل:
- ضمان استعداد البنية التحتية في المدن المقدسة، خصوصًا خلال مواسم الذروة مثل رمضان أو الأعياد لاستيعاب الأعداد المتزايدة من الزوار.
- التأكد من الالتزام بالمتطلبات الصحية، خاصة ما يتعلق بلقاحات الزوار وإجراءات الوقاية من الأمراض.
- إدارة التنقلات، المرور، والإقامة خلال أوقات الذروة لتفادي الازدحام وضمان سلامة الزوار.
ماذا يعني “بدون تأشيرة مسبقة”؟
تشير هذه العبارة إلى أن الزائر الخليجي لا يُشترط عليه إجراءات التأشيرة التقليدية قبل السفر، مما يعني عدم الحاجة لملء طلب في سفارة أو قنصلية، أو الانتظار لفترات طويلة للموافقة، بل يمكنه استخدام التصاريح الرقمية أو الإشعارات المسبقة من المنصات المعتمدة، مثل منصة “نسُك” لتصاريح العمرة، ويُعتقد أن القرار سيشمل بعض صلاحيات الدخول لأغراض زيارة سياحية أو دينية دون الحاجة لتقديم تأشيرة، إذا كان الزائر يحمل بطاقة هوية وطنية أو إقامة معترف بها، بشرط الوفاء بالشروط الأمنية والصحية.
كانت السعودية قد سمحت سابقًا بدخول مواطني دول الخليج بدون تأشيرة سياحية لأغراض السياحة أو الزيارة، وهذا الأمر معمول به ضمن اتفاقيات مجلس التعاون الخليجي، بينما الجديد في القرار الأخير هو توسيع النطاق ليشمل العمرة في أي وقت من السنة، بدلاً من حصرها في مواسم معينة، وكذلك اعتماد التصاريح الإلكترونية بدلاً من التأشيرات المسبقة في بعض الحالات، مما يجعل العمرة تجربة يسهل الوصول إليها، ليست محصورة بمواسم معينة، بل ممارسةً دينية متاحة طوال أيام العام تحت ضوابط محددة.