أعرب الملياردير الأميركي، راي داليو، مؤسس صندوق التحوط المعروف بريدج ووتر أسوشيتس، عن أن الذهب يُعتبر “بالتأكيد” ملاذًا آمنًا أكثر من الدولار الأميركي، حيث أشار إلى أن الارتفاع القياسي في أسعار المعدن الأصفر يذكّر بطفرة السبعينيات، حين ارتفعت الأسعار وسط التضخم المرتفع وعدم الاستقرار الاقتصادي.
قفزة قياسية في أسعار الذهب
سجل سعر الذهب ارتفاعًا تجاوز 20 بالمئة منذ نهاية يوليو، ليصل إلى ما يزيد عن 4,000 دولار للأونصة، وهذا يعود لتوقعات استمرار الاحتياطي الفيدرالي في خفض أسعار الفائدة، رغم بقاء التضخم مرتفعًا، بالإضافة إلى أزمة الإغلاق الحكومي في الولايات المتحدة.
في الجهة المقابلة، تراجع الدولار أمام معظم العملات الرئيسية هذا العام، في أكبر تراجع له منذ السبعينيات، خاصة بعد التخلي عن قاعدة الذهب، في ظل حالة عدم اليقين التي أثارها الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب.
الذهب في مواجهة الديون والتوترات الجيوسياسية
أكد داليو أن الذهب يُعتبر مخزنًا قويًا للقيمة في وقت تتزايد فيه أعباء الديون الحكومية وتشتعل التوترات الجيوسياسية، بالتزامن مع انخفاض الثقة في استقرار العملات الوطنية، وأضاف أن عودة الذهب إلى الأضواء تذكر بما حدث في أوائل السبعينيات حين ارتفعت أسعاره بالتزامن مع زيادة أسعار الأسهم.
فقاعة الذكاء الاصطناعي؟
وعلى الرغم من تفاؤله بالذهب، عبّر داليو عن تحفظاته بشأن الارتفاع الكبير في أسواق الأسهم، مشيرًا إلى أن الحماس المحيط بالذكاء الاصطناعي يحمل سمات الفقاعة، مشبهًا الوضع بفترات الطفرات السابقة مثل أواخر العشرينيات وعصر الإنترنت في التسعينيات، حيث قال: “هذا الأمر يبدو لي مفرطًا في الحماسة.”
ومع ذلك، يرى داليو فرصًا للاستفادة من الذكاء الاصطناعي عبر الشركات التي ستوظف هذه التكنولوجيا لتحقيق كفاءة عالية، أو الشركات التي تقدم منصات لهذه التقنية، محذرًا من المراهنة ضد الشركات التكنولوجية الكبرى: “لا أود أن أكون في موقف البيع على المكشوف أمام هذه الشركات.”
الرهان على الصين وأميركا
دوليًا، أشار داليو إلى أنه لا يزال يرى فرصًا في السوق الصينية، رغم تفضيله لمزيد من الاستثمارات في الولايات المتحدة، موضحًا أن السوق الصينية تبدو أقل تكلفة، ولكن قيود تدفق رؤوس الأموال وغيرها من التحديات تجعلها تحمل مخاطر كبيرة.