عندما سُئل روبين أموريم، مدرب مانشستر يونايتد، عمّا أزعجه أكثر بعد هزيمة الديربي أمام مانشستر سيتي الأسبوع الماضي، أجاب بلا تردد: «كنا بحاجة إلى مزيد من العدوانية». كان يشير بالتحديد إلى لقطة هدف فيل فودين الأول، حين انطلق جيريمي دوكو مراوغاً أربعة لاعبين دون مقاومة تُذكر.
تشخيص برونو فيرنانديز
وحسب شبكة «The Athletic»، فإن القائد برونو فيرنانديز تبنّى التشخيص نفسه، لكنه أرجع الخلل إلى لحظة ارتباك مبكرة بينه وبين المدافع ليني يورو سمحت لسيتي بالخروج بالكرة من الخلف، مروراً بمنتصف الملعب، وصولاً إلى الهجوم. وقال بلهجة حاسمة: «يجب أن نكون أكثر شراسة عند الضغط، إذا لم نملك الشجاعة لفعل ذلك، فسيصبح الأمر صعباً للغاية».
وقت للتدريب والتطوير
هذه المراجعة الذاتية جاءت في أسبوع مختلف قليلاً؛ فبينما انشغلت أندية الدوري الستة الكبرى بالمشاركة في دوري الأبطال أو كأس الرابطة، كان يونايتد وأموريم ولاعبوه محصورين في التدريبات بمركز كارينغتون. المدرب البرتغالي لطالما اعتبر أن فريقه بحاجة إلى مثل هذا الوقت بعيداً عن ضغط المباريات الأوروبية، من أجل إعادة بناء الذهنية وتثبيت أفكاره التكتيكية.
رسالة أموريم قبل مواجهة تشيلسي
في المؤتمر الصحافي قبل مواجهة تشيلسي، كرر أموريم الرسالة: «نحتاج إلى عدوانية أكبر في منطقتنا ومنطقة الخصم. علينا الحفاظ على أسلوب لعبنا، لكن مع تحسين الحسم داخل الصندوقَين».
أداء يونايتد في المباراة
ومع صافرة البداية في «أولد ترافورد» الغارق بالأمطار، بدا أن اللاعبين استوعبوا الدرس، ففي غضون 5 دقائق فقط، تسبب الضغط المبكر في طرد الحارس روبرت سانشيز بعد خطأ كارثي، ليضع يونايتد نفسه في موقع السيطرة.
الهيمنة في الشوط الأول
خلال الشوط الأول، ظهر الفريق كما أراد أموريم: صراع على كل كرة، افتكاك للكرات الثانية، واندفاع بدني لا يلين، الضغط العالي أثمر الهدف الأول حينما قطع أماد الكرة من مويسيس كايسيدو، وتابعها مبومو أمام تشالوبا، لتصل إلى مزراوي الذي أرسل عرضية حوّلها باتريك دورغو برأسه، قبل أن ينقض فيرنانديز ويسجل من داخل المنطقة الصغيرة.
الهدف الثاني وفعالية العدوانية
الهدف الثاني لم يقل رمزية: لوك شو اندفع بقوة لافتكاك كرة ساقطة، ومررها بعزم نحو كاسيميرو الذي أسكنها الشباك، العدوانية التي طلبها المدرب تجسدت في تلك اللقطة تماماً.
تحديات بعد الطرد
لكن العدوانية تحتاج إلى ضبط، كاسيميرو، رغم خبرته، ارتكب خطأً قاتلاً بخطأين متتاليين على إنزو فرنانديز وأندري سانتوس، ليُطرد في الوقت بدل الضائع من الشوط الأول، ومع ذلك، رفض أموريم أن يلومه بشدة: «كان عليه أن يتصرف أفضل، لكن روح الفوز والرغبة كانت واضحة منذ البداية».
الشوط الثاني كمعركة صمود
النصف الثاني تحوّل إلى معركة صمود، يونايتد، الذي استفاد من النقص العددي لتشيلسي في البداية، وجد نفسه مضطراً للدفاع بتكتل بعدما تساوت الكفة العددية، امتلك البلوز الكرة بنسبة 71 في المائة بعد الاستراحة، لكن تألق لوك شو، وهاري ماغواير، وماتياس دي ليخت حال دون إدراك التعادل، رغم تقليص تشالوبا الفارق قبل ربع ساعة من النهاية.
اختبار الشخصية والنتيجة
الفوز 2-1 لم يكن انتصاراً تكتيكياً بقدر ما كان اختباراً للشخصية، أموريم حصل على ما طالب به: روح قتالية، شراسة في الالتحامات، وإصرار على الفوز بأي ثمن، بعد 32 مباراة في الدوري، حقق البرتغالي انتصاره التاسع فقط، لكنه هذه المرة شعر بأن فريقه يخطو فعلياً نحو تغيير الذهنية التي تحدث عنها مراراً.
رؤية المدرب بعد اللقاء
قال المدرب بعد اللقاء: «أردنا الفوز بشدة، وأظهرنا ذلك، علينا أن نواصل هذا النهج ونبني عليه»، وبين أمطار مانشستر الثقيلة وصخب «أولد ترافورد»، بدا أن رسالته وصلت أخيراً.