فى مثل هذا اليوم.. الثالث من أكتوبر.. توحدت ألمانيا مرة أخرى قبل ٣٥ عامًا، ويحتفل الألمان كل عام بهذا اليوم الذي شهد إعادة توحيد بلدهم، وهو أيضاً يوم انتهاء دولتين، ألمانيا الغربية وألمانيا الشرقية، ولم تقتصر تلك الفصول التاريخية على كتب السياسة وحكايات التاريخ وأفلام السينما فقط، بل شهدت الرياضة أيضاً على هذه الحقيقة، حيث كانت الفترة من 1949 حتى 1990 عبارة عن تواجد دولتين في أوروبا، هما ألمانيا الشرقية والغربية، وعندما انتهت حروب السلاح، بدأت حروب رياضية كانت بدورها قاسية وشديدة، حيث شهدت الكثير من الضحايا، وبعد مشاركة الألمانيتين في بعثة أوليمبية موحدة في ثلاث دورات.. ملبورن 1956، وروما 1960، وطوكيو 1964.
البداية الأوليمبية
بدأت الحروب الأوليمبية في دورة مكسيكو سيتى 1968، حيث حقق الألمان الشرقيون انتصارات مذهلة بفوزهم بـ 25 ميدالية، منها 9 ذهبيات، محتلين المركز الخامس في جدول الميداليات، بينما نالت ألمانيا الغربية 26 ميدالية، منها 5 ذهبيات، محتلة المركز الثامن، وكان في تلك الفترة قد أدرك الألمان الشرقيون أن انتصاراتهم الرياضية قد تكون الفرصة الوحيدة للتفوق على الألمان الغربيين الذين تمتعوا بحياة سياسية واقتصادية واجتماعية أفضل، وللحفاظ على انتصاراتهم، ارتكبت سلطات ألمانيا الشرقية واحدة من أكبر الجرائم في التاريخ الرياضي، حيث أُجبر اللاعبون واللاعبات على تناول الهرمونات والمنشطات، ورفضت سلطات الدولة السماح للخضوع لتجارب غير إنسانية لزيادة القوة واللياقة، وبالفعل، جاءت الانتصارات، حيث حققت ألمانيا الشرقية 409 ميداليات، منها 153 ذهبية، وبعدما كانت في المركز الثالث في جدول الميداليات في ميونخ 1972، أصبحت الثانية في ثلاث دورات.. مونتريال 1976، وموسكو 1980، وسول 1988.
الآثار الإنسانية
كان ثمن تلك الانتصارات باهظاً إنسانياً، حيث أصيب الكثيرون بالسرطان والاكتئاب والشيخوخة المبكرة، أما ألمانيا الغربية فقد تمكنت من نيل 204 ميداليات، منها 56 ذهبية، وكان أفضل ترتيب لها هو الثالث في لوس أنجلوس 1984، والتي قاطعتها ألمانيا الشرقية ومعظم بلدان الشرق بأمر من الاتحاد السوفيتي، كما نجحت ألمانيا الغربية في استضافة دورة ميونخ 1972، وفي كرة القدم، حققت إنجازات لم تصل إليها ألمانيا الشرقية، حيث فازت بكأس العالم 1954 في سويسرا، واستضافت كأس العالم في 1974 وفازت به، كذلك فازت بكأس العالم 1990 في إيطاليا.
التفوق الرياضي
كما حققت ألمانيا الغربية أيضاً بطولتي أوروبا في 1972 ببلجيكا، و1980 في إيطاليا، لكن في المقابل، كانت الإنجازات في كرة القدم الأوليمبية لطرفها الشرقي أكثر نجاحاً، فلم تحقق ألمانيا الغربية أكثر من برونزية واحدة في سول 1988، بينما حصلت ألمانيا الشرقية على برونزية مكسيكو سيتى 1968، وذهبية مونتريال 1976، وفضية موسكو 1980، وستظل الرياضة شهادة على تاريخ دولتين لم تعودا موجودتين، وضحايا صراع الميداليات الذهبية.