رصد تطورات قطاع الاتصالات في مصر: ارتفاع الاشتراكات وتحسين الخدمات الرقمية لتحقيق مجتمع رقمي متكامل.
تطور قطاع الاتصالات في مصر
يشهد قطاع الاتصالات في مصر تقدمًا ملحوظًا مدعومًا بجهود الدولة المستمرة لتحسين جودة الخدمات الرقمية. بحلول نهاية عام 2024، بلغ عدد اشتراكات الهاتف المحمول حوالي 120 مليون مشترك، بينما شهد استخدام الإنترنت عبر الهواتف المحمولة زيادة تتجاوز 10% في سنة واحدة. هذا المعدل يفوق المتوسط العالمي الذي يدور حول 2.5%، مما يعكس زيادة الاعتماد على خدمات الاتصالات في شتى مجالات الحياة اليومية. الحكومة تسعى جاهدة لتلبية احتياجات المواطنين المتزايدة في هذا المجال.
في إطار خطة تطوير خدمات الإنترنت عبر المحمول، قامت وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات باتخاذ خطوات استراتيجية، بدءًا من إطلاق خدمات الجيل الرابع في عام 2016، وأعقب ذلك إطلاق الجيل الخامس في عام 2025، بعد حصول شركات الاتصالات على التراخيص اللازمة بقيمة 675 مليون دولار. هذا المشروع تم دعمه من خلال طرح نطاقات ترددية جديدة، مما حقق إيرادات وصلت إلى نحو 2 مليار دولار، وساهم في تعزيز البنية التحتية لشبكات الاتصالات وتطوير كفاءتها.
تطورات الشبكات والبنية التحتية
- عدد الأبراج: ارتفع عدد أبراج المحمول من 7000 برج في عام 2014 إلى حوالي 37000 برج في عام 2025.
- تحسين التغطية: ساهمت هذه الزيادة الكبيرة في تحسين جودة شبكة الاتصالات، خصوصًا في المناطق النائية الذي كانت محرومة سابقًا من هذه الخدمات.
خدمات الإنترنت والتقنيات الحديثة
- الشريحة الإلكترونية (eSIM): تم إدخال تقنيات مثل خدمات الشرائح الإلكترونية المدمجة، مما يسهل الانتقال بين شركات المحمول دون الحاجة لتغيير الشريحة.
- WiFi Calling: تم إطلاق خدمة المكالمات الصوتية عبر شبكة الإنترنت الهوائي لتحسين الجودة داخل المباني وفي المناطق ذات التغطية الضعيفة.
الاستثمار في البنية التحتية
منذ عام 2018، نفذت الشركة المصرية للاتصالات خطة تطوير متكاملة باستثمارات تفوق 3 مليار دولار تستهدف تحديث البنية التحتية باستخدام تكنولوجيا الألياف الضوئية، مما أدى إلى زيادة كبيرة في سرعة الإنترنت الثابت، حيث ارتفعت من 5.3 ميجابت/ثانية في ديسمبر 2017 إلى 85.64 ميجابت/ثانية في أبريل 2025.
مشروع ربط الجهات الحكومية
تم تنفيذ مشروع ربط المباني الحكومية بشبكة الألياف الضوئية، حيث تم ربط حوالي 20000 مبنى من أصل 31500 مبنى مستهدف، مع استمرار العمل على البقية لضمان توفير خدمات مستدامة وكفاءة عمل حكومي أعلى.
التطور في قطاع التعليم
جهود تطوير البنية التحتية للاتصالات امتدت أيضًا إلى قطاع التعليم، حيث تم إدخال شبكات الألياف الضوئية إلى نحو 2563 مدرسة ثانوية، مما يساعد على تحسين العملية التعليمية وتهيئة بيئة دراسية حديثة.
إن هذه التطورات تمثل خطوات جادة نحو بناء مجتمع رقمي متكامل، يسهم في تحسين حياة المواطنين ويساعدهم على الاستفادة من التقدم التكنولوجي العالمي.
تعليقات