خطوات متقدمة نحو سياحة مستدامة: إنجازات وزارة السياحة في عام واحد

خطوات متقدمة نحو سياحة مستدامة: إنجازات وزارة السياحة في عام واحد

في ظل التحديات الإقليمية والعالمية، حققت وزارة السياحة والآثار إنجازات ملحوظة منذ 30 يونيو 2024، مما جعل مصر وجهة سياحية عالمية بارزة. بفضل استراتيجيات طموحة واستثمارات ضخمة في البنية التحتية ومبادرات جديدة، وصلت أعداد السائحين والإيرادات إلى مستويات قياسية، كما تم تحسين الخدمات وتعزيز الترويج الدولي. يتناول هذا التقرير أبرز الإنجازات التي ساهمت في دعم القطاع السياحي المصري مع التركيز على الابتكار والاستدامة.

خلال عام 2024، شهد القطاع السياحي طفرة غير مسبوقة، حيث استقبلت مصر 15.7 مليون سائح بنهاية العام، وهو أعلى معدل في تاريخها السياحي. هذا النجاح تحقق رغم التوترات الجيوسياسية في المنطقة، مما يعكس فعالية السياسات المتبعة من قِبل الوزارة التي تهدف إلى تنويع الأسواق وتعزيز الثقة في وجهة مصر. كما ارتفعت الإيرادات السياحية إلى 14.1 مليار دولار حتى نوفمبر 2024، بزيادة 7.8% عن العام السابق، مما يبرز الدور الحيوي للسياحة في دعم الاقتصاد.

ولم تتوقف الإنجازات عند الأرقام الكلية، بل شملت زيادة في عدد الليالي السياحية التي بلغت 151.3 مليون ليلة في 2024، بزيادة 7.8% مقارنة بالعام الماضي. هذه الزيادة تشير إلى قدرة مصر على جذب السياح لقضاء فترات أطول في مجموعة متنوعة من الوجهات، سواء في المناطق الأثرية مثل الأقصر وأسوان أو المنتجعات الساحلية على البحر الأحمر وجنوب سيناء.

كما شكلت زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى منطقة خان الخليلي بالقاهرة حدثًا رمزيًا لافتًا، مما يدل على الاهتمام العالمي المتزايد بالوجهات التراثية المصرية. خلال زيارته الرسمية، استمتع ماكرون بالتجوال في الأزقة التاريخية وتفاعل مع الحرفيين وأصحاب المتاجر التقليدية، مما يعكس غنى الثقافة المصرية.

أدركت الوزارة أهمية تحسين البنية التحتية لرفع مستوى تجربة السائحين، وبالتالي تم تطوير المنشآت السياحية والأثرية. في عام 2024، أُضيف 7200 غرفة فندقية جديدة، مع خطة طموحة لإضافة 19 ألف غرفة إضافية خلال 2025، مما يعكس قدرة مصر على استيعاب أعداد كبيرة من الزوار.

شهدت المواقع الأثرية أيضًا تطويرًا ملحوظًا، مثل افتتاح مركز زوار قلعة قايتباي في الإسكندرية والذي يوفر خدمات متميزة للزوار. تم تشغيل ماكينات الخدمة الذاتية لشراء تذاكر زيارة منطقة سقارة الأثرية، مما يسهل إجراءات الدخول ويقلل من الازدحام.

لضمان تدفق السياحة، مددت الوزارة برنامج تحفيز الطيران الدولي حتى 29 أكتوبر 2024، مع تحسينات تشجع شركات الطيران على زيادة رحلاتها إلى المدن السياحية في مصر.

كما تم التركيز على فتح أسواق جديدة، من خلال تنظيم ورش عمل ترويجية في دول مثل البرازيل التي تشهد طلبًا متزايدًا على السياحة الثقافية. وتم التنسيق لتسيير رحلات جوية مباشرة من فرانكفورت إلى مرسى علم لتسهيل الوصول إلى الوجهات السياحية في البحر الأحمر.

بالإضافة إلى ذلك، أجريت انتخابات لمجالس إدارات الغرف السياحية في مايو 2024، مما عزز التمثيل للقطاع الخاص وساهم في تحسين التنسيق بين الوزارة والشركات السياحية.

قدمت الوزارة أيضًا تسهيلات للسياح، حيث تم منح تخفيض بنسبة 20% على تذاكر زيارة المتاحف والمواقع الأثرية في بعض المحافظات خلال الصيف، مما شجع المزيد على استكشاف التراث الثقافي في صعيد مصر.

تم تشكيل غرفة عمليات مركزية لمتابعة الحركة السياحية خلال عيد الأضحى 2025 لضمان تقديم خدمات متميزة للزوار، مما ساهم في تجنب أي مشكلات لوجستية خلال أوقات الذروة.

وفي خطوة مبتكرة، تم اختيار معبد دندرة في قنا كمركز لتطوير السياحة الريفية، من خلال تسليط الضوء على الحرف اليدوية والمنتجات التقليدية، مما يعزز التجربة السياحية ويدعم الاقتصادات المحلية.

تتضمن المبادرة رؤية شاملة لتنويع المنتج السياحي، والتي تشمل السياحة الشاطئية والثقافية والرياضية والريفية، مع الترويج للقرى المصرية كوجهات سياحية جديدة لجذب سياح يبحثون عن تجارب أصيلة.

لمواجهة التحول الرقمي، اعتمدت الوزارة استراتيجية تسويق حديثة تستخدم الذكاء الاصطناعي ومنصات التواصل الاجتماعي، مع حملات ترويجية مركزة تستهدف الشباب والأسواق الناشئة، مما يعزز فعالية الحملات ويجذب شرائح جديدة من السائحين.

بينما تعاني السياحة من بعض التحديات مثل التوترات الإقليمية، تمكنت الوزارة من التكيف من خلال تنويع الأسواق وتعزيز السياحة المحلية، مع استمرار جهود تحسين الخدمات في المطارات والفنادق.

تسعى الوزارة في 2025 لتحقيق أهداف أكثر طموحًا، منها زيادة عدد السائحين إلى 18 مليون زائر وتطوير مزيد من المواقع الأثرية، مثل منطقة المنصورية في القاهرة، مع تعزيز السياحة البيئية من خلال مشروعات مثل محمية رأس محمد.

منذ يونيو 2024، أثبتت وزارة السياحة والآثار قدرتها على تحويل التحديات إلى فرص، محققة إنجازات غير مسبوقة في مجال السياحة، مما يعزز الاقتصاد المصري ويبرز مصر كوجهة سياحية عالمية تجمع بين التاريخ العريق والحداثة.