تراجع سعر الذهب عالميًا رغم الأزمات يشكل موضوع اهتمام كبير للمستثمرين والاقتصاديين على حد سواء، خاصة مع الظروف العالمية الراهنة التي تتسم بعدم الاستقرار الاقتصادي والسياسي، ويأتي هذا التراجع وسط توقعات بتحقيق مستويات تاريخية قريبًا. شهدت العقود الفورية للذهب انخفاضًا بنسبة 0.8% مقابل الدولار الأمريكي، مسجلة نحو 4093 دولارًا للأوقية، بعد انخفاض يقارب 32.91 دولارًا عن جلسة اليوم السابق، وسط تذبذب واضح في أسواق المعادن الثمينة.
تراجع سعر الذهب عالميا رغم الأزمات: تحليل لحركة الأسعار والتذبذب في الأسواق
تحرك سعر الذهب في نطاق يومي تراوح بين 4081 و4144 دولارًا للأوقية، بينما شهد المعدن الأصفر تقلبات خلال الـ52 أسبوعًا الماضية بين أدنى مستوى عند 2536 دولارًا وأعلى مستوى عند 4381 دولارًا، مما يبرز حالة التذبذب الحادة التي تعيشها أسواق المعادن الثمينة، ورغم هذا التراجع الملحوظ، لا يزال الذهب يتمتع بجاذبية استثمارية عالية، حيث تمكن المستثمرون من تحقيق عوائد تجاوزت 130% مقابل استثمارات صغيرة لا تزيد عن 149 دولارًا، ما يؤكد ثبات الذهب كخيار طويل الأمد ضمن محافظ الاستثمار المتنوعة.
سعيد إمبابي يوضح أن تراجع سعر الذهب عالميا رغم الأزمات هو تصحيح مؤقت وفرصة شراء
أكد سعيد إمبابي، المدير التنفيذي لمنصة «آي صاغة»، أن الانخفاض الحالي في سعر الذهب هو مجرد حركة تصحيح طبيعية تعقب الارتفاعات القوية التي شهدها المعدن خلال الفترة الأخيرة، موضحًا أن الذهب ما زال يحتفظ بمكانته كملاذ آمن خلال الاضطرابات السياسية والاقتصادية التي تشهدها الأسواق العالمية، وأشار إمبابي إلى المخاوف المستمرة المتعلقة بالإغلاق الحكومي في الولايات المتحدة، تباطؤ النمو الاقتصادي في الدول الكبرى، والضوابط الحذرة التي ينتهجها الاحتياطي الفيدرالي، والتي تدعم مناخًا إيجابيًا للذهب على المدى المتوسط رغم الضغوط البيعية الراهنة، وأضاف في تصريحاته لـ«الوطن» أن المعدن الأصفر مرشح لتحقيق مستويات سعرية تاريخية خلال العامين المقبلين، ويعود ذلك إلى استمرار الطلب الاستثماري المرتفع، وزيادة احتياطيات البنوك المركزية منه، معتبرًا أن الانخفاض الحالي يشكل فرصة استثمارية للشراء وليس للبيع.
توقعات البنوك العالمية حول سعر الذهب مستقبلًا وسط استمرار التذبذب
رفعت عدة بنوك ومؤسسات مالية دولية كبرى توقعاتها بشأن متوسط سعر الذهب في الأعوام القادمة، الأمر الذي يعكس ثقة هذه المؤسسات بمستقبل الذهب رغم تراجع سعر الذهب عالميًا رغم الأزمات الحالية، وفقًا لبنك HSBC، من المتوقع أن يصل متوسط سعر الذهب في عام 2025 إلى نحو 3455 دولارًا للأوقية، مع إمكانية وصوله إلى 5000 دولار في النصف الأول من عام 2026، أما بنك ستاندرد تشارترد، فقد توقع أن يبلغ المتوسط حوالي 4488 دولارًا خلال العام المقبل، مما يؤكد النظرة الصاعدة للمعدن النفيس رغم الحالة الراهنة للأسواق.
| المؤسسة المالية | توقع متوسط سعر الذهب (دولار/الأوقية) | الفترة الزمنية |
|---|---|---|
| HSBC | 3455 | 2025 |
| HSBC | 5000 | النصف الأول 2026 |
| ستاندرد تشارترد | 4488 | 2024 |
- تذبذب أسعار الذهب في السوق العالمية وتحديد نطاقاته اليومية والسنوية.
- العوامل السياسية والاقتصادية التي تؤثر على تحركات سعر الذهب عالميًا.
- توقعات المؤسسات المالية الكبرى لأسعار الذهب المستقبلي ودورها في توجيه المستثمرين.
يبقى تراجع سعر الذهب عالميًا رغم الأزمات حالة تصحيحية مؤقتة، تعكس التوازن بين قوى العرض والطلب في الأسواق، في حين تشير التوقعات والتحليلات إلى أن الذهب سيواصل مساره الصعودي ليحقق مستويات غير مسبوقة، مدفوعًا بالاضطرابات الاقتصادية والطلب الحتمي من المستثمرين والبنوك المركزية، مما يجعل كل انخفاض فرصة للشراء في انتظار صعود مستدام.
