نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار في المقال التالي:
الذهب يتراجع… والأسواق تترقب قرار الفيدرالي الأمريكي اليوم – هرم مصر، اليوم الأربعاء 17 سبتمبر 2025 03:37 مساءً
هرم مصر – شهدت أسواق الذهب المحلية والعالمية تراجعًا ملحوظًا خلال تعاملات اليوم الأربعاء، في ظل ترقب قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بشأن أسعار الفائدة. وفقًا لتقرير صادر عن منصة «آي صاغة» لتداول الذهب والمجوهرات عبر الإنترنت، أفاد سعيد إمبابي، المدير التنفيذي للمنصة، أن أسعار الذهب في السوق المحلية فقدت حوالي 20 جنيهًا، حيث سجل جرام الذهب عيار 21 مستوى 4930 جنيهًا، بينما تراجعت الأوقية عالميًا بنحو 22 دولارًا لتصل إلى 3668 دولارًا. كالتالي:
عيار الذهب | السعر (جنيه) |
---|---|
24 | 5634 |
21 | 4930 |
18 | 4226 |
14 | 3287 |
الجنيه الذهب | 39440 |
صعود بالأمس وتراجع اليوم
وأشار التقرير إلى أن أسعار الذهب قد ارتفعت أمس الثلاثاء بنحو 45 جنيهًا، حيث افتتح جرام الذهب عيار 21 التداولات عند 4945 جنيهًا، ووصل إلى 4970 جنيهًا، ليختتم اليوم عند 4950 جنيهًا، بينما سجلت الأوقية العالمية ارتفاعًا بنحو 38 دولارًا، إذ فتحت عند 3681 دولارًا، ولامست 3700 دولار قبل أن تغلق عند 3690 دولار. لكن الذهب تراجع اليوم تحت تأثير قوة الدولار، مبتعدًا عن أعلى مستوياته التاريخية عند 3700 دولار للأوقية.
ترقب قرار الفيدرالي
يتوقع على نطاق واسع أن يخفض الفيدرالي الأمريكي الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس إلى نطاق من 4.0% إلى 4.25%، لكن تخوفات قائمة من أن يأتي بيان البنك مخالفًا لتطلعات الأسواق، مما قد يوقف موجة شهية المخاطرة ويعزز قوة الدولار. كما ساهمت بيانات التوظيف الأمريكية الضعيفة في تعزيز رهانات السوق حول خفض الفائدة في الاجتماعات المقبلة، حيث تسعّر أسواق العقود الآجلة تخفيضًا بواقع ربع نقطة مئوية في كل اجتماع متبقٍ هذا العام، مع احتمالات إضافات أخرى في أوائل 2026. ومع ذلك، فإن الكثيرين يرون أن هذه التوقعات قد لا يؤكدها رئيس الفيدرالي جيروم باول. شهد الدولار ارتدادًا طفيفًا من أدنى مستوى له منذ يوليو، مما فرض ضغوطًا إضافية على الذهب بعد سلسلة مكاسب استمرت ثلاثة أيام.
الذهب والسياسات النقدية
أوضح إمبابي أن الذهب يرتبط تاريخيًا بخفض الفائدة، حيث تفتح كل دورة تيسير نقدي فصلًا جديدًا في قصة صعوده. في 2008، مع أول خفض عقب الأزمة المالية، ارتفع المعدن النفيس بأكثر من 110%، وفي 2019، قفز بنحو 35% عقب ثلاثة تخفيضات متتالية. اليوم، في سبتمبر 2025، ينتظر المستثمرون قرارًا بخفض جديد بواقع 25 نقطة أساس، مما يثير التساؤلات حول إمكانية رؤية موجة صعود جديدة. انخفاض العائدات يقلل من جاذبية الدولار، مما يدفع المستثمرين نحو الذهب كبديل آمن، وأيضًا تضغط الفائدة المنخفضة على العملة الأمريكية، مما يعزز الذهب المقوم بالدولار. كما يبقى الذهب ملاذًا آمنًا في الأزمات الجيوسياسية والاقتصادية، حيث بدأ هذه المرة من مستويات مرتفعة، إذ يقف بالفعل عند 3650 دولارًا للأوقية.
أبعاد اقتصادية أوسع
رغم أن أي صعود جديد قد لا يكرر نسب الأعوام الماضية، إلا أنه قد يفتح الباب لمستويات قياسية غير مسبوقة، يأتي ذلك في ظل مخاوف متزايدة من الركود التضخمي، حيث يجتمع التضخم مع تباطؤ النمو، مما يعزز الطلب على الذهب كأداة تحوط. يدعم هذا الاتجاه ما كشفه بنك أوف أمريكا مؤخرًا من أن الذهب لم يشهد انخفاضًا منذ عام 2001 في أي فترة تجاوز فيها التضخم الأمريكي 2% بالتوازي مع سياسات نقدية تيسيرية، كما تعزز بيانات مؤشر أسعار المستهلك لشهر أغسطس والتي سجلت 2.9% هذا الاتجاه.
أداء لافت للذهب
من أدنى مستوى سجله الذهب خلال 52 أسبوعًا عند 2564 دولارًا في سبتمبر 2024، ارتفع الذهب بنسبة 44%، بينما ارتفع منذ بداية عام 2025 من أدنى نقطة له عند 2638 دولارًا بنسبة 40%. تظهر البيانات أن المعدن سجل مكاسب شهرية تبلغ 6.20%، كما ارتفع منذ بداية العام بأكثر من 40%، مما يؤكد مكانته كأبرز المعادن في أسواق السلع هذا العام.
توقعات مستقبلية
بينما يترقب المستثمرون تصريحات جيروم باول عقب اجتماع الفيدرالي، يبقى الذهب محاصراً بين ضغط الدولار وضبابية السياسات النقدية من جهة، والدعم القادم من ضعف العملة الأمريكية المتوقع والمخاطر الجيوسياسية من جهة أخرى. رغم التذبذبات، يظل المعدن الأصفر مدعومًا بالطلب المؤسسي والسيادي، وبعوامل اقتصادية كبرى تجدد دوره التقليدي كملاذ آمن ومخزن للقيمة.