انطلقت في بورسعيد فعاليات ورشة تدريبية تحت إشراف برنامج الوصول للعدالة التابع لمؤسسة قضايا المرأة المصرية، والتي تحمل عنوان “تغطية قضايا الأحوال الشخصية من منظور نسوي”. تمتد الفعاليات من 11 إلى 13 يوليو بمشاركة إعلاميين وإعلاميات من مختلف وسائل الإعلام من محافظات القاهرة الكبرى، الإسكندرية، المنيا، وقنا.
تأتي هذه الورشة في إطار جهود المؤسسة المستمرة منذ أكثر من 20 عامًا لتعديل قوانين الأحوال الشخصية في مصر، بهدف تحقيق العدالة والمساواة لجميع أفراد الأسرة. تهدف الورشة إلى تمكين الصحفيين في استخدام أدوات تحليل نقدي وأساليب إعلامية تعزز من مبادئ العدالة الجندرية، وتسهم في إعطاء صوت أكبر للنساء والفئات المهمشة في ظل إعلام يميل غالبًا إلى السرد غير المنصف.
تسعى الورشة إلى رفع وعي المشاركين بمفهوم العدالة الجندرية وأهمية دمجه في التغطيات الإعلامية لقضايا الأحوال الشخصية، من خلال تحليل الخطاب الإعلامي السائد وكشف الصور النمطية المتكررة. كما تشمل الورشة تدريبًا عمليًا على الكتابة من منظور نسوي وصياغة محتوى يعكس واقع النساء بشكل عادل، بالإضافة إلى وضع خطة إعلامية لدعم مقترح قانون أحوال شخصية أكثر إنصافًا.
وأكدت جواهر الطاهر، مديرة البرنامج، أن الإعلام أصبح فاعلًا رئيسيًا في تشكيل الرأي العام، وعلينا أن ندرك مسؤوليتنا المهنية في تناول القضايا المتعلقة بالأسرة والمرأة، خصوصًا مع وجود تشريعات تحتاج إلى إصلاح.
يدير الورشة هند سالم، استشارية في النوع الاجتماعي ومديرة دار هن للنشر، حيث تركز على الجانب العملي لضمان قدرة المشاركين على إنتاج محتوى إعلامي يعزز العدالة بدلًا من إعادة إنتاج الخطاب السائد.
تقدم الورشة فرصة للتفكير في دور الإعلام كأداة للعدالة الاجتماعية، متسائلةً حول إمكانية تحقيق تغطية عادلة من دون الوعي النسوي، وهو السؤال الذي تسعى الورشة للإجابة عليه من خلال تجربة تدريبية تجمع بين المهارات المهنية والمسؤولية الاجتماعية.
من المتوقع أن تُختتم الورشة بإعلان وثيقة تحريرية تتبنى مبادئ نسوية واضحة تلزم المشاركين بتعزيز العدالة في تغطية قضايا الأحوال الشخصية، مما يساهم في تغيير السردية السائدة ويدفع نحو تحقيق قوانين أكثر عدلاً وإنصافًا.