الخاسرون من ارتفاع أسعار الذهب عالميا.. ليس المشتري وحده
يشهد سعر الذهب العالمي حاليا ارتفاعا غير مسبوق، حيث وصل إلى مستويات قياسية، في ظل قرار الاحتياطي الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة، وضعف الدولار الأمريكي، وعدم اليقين الاقتصادي والجيوسياسي الذي لا يزال قائما.
تعزز هذه الديناميكية القوية مكانة الذهب كأصل ملاذ آمن رئيسي، مما يجذب استثمارات كبيرة، ويعيد تشكيل استراتيجيات الاستثمار على الصعيد العالمي، ويشير صعود المعدن الثمين إلى إعادة تقييم واسعة للسوق، حيث يلجأ المستثمرون إلى الذهب كضمان ملموس أمام التقلبات والانخفاض المحتمل في قيمة العملة.
استمرار التوترات الجيوسياسية يؤثر على الذهب
تدرس البنوك المركزية في أنحاء العالم تيسير السياسة النقدية لمواجهة الرياح الاقتصادية المعاكسة، ومع ارتفاع التوترات الجيوسياسية، تصبح قيمة الذهب كمخزن للثروة أكثر جاذبية، وفق ما ذكره موقع “دايلي ميتالز” المتخصص في أسواق المعادن.
الخاسرون في ارتفاع الذهب
يعتبر ارتفاع أسعار الذهب تحديًا كبيرًا للصناعات المختلفة، حيث يعد من المواد الخام الأساسية في العديد من المجالات، مثل المشغولات الذهبية، مما يسبب ضغطًا على تجار التجزئة وصانعي المجوهرات بسبب تكاليف الإنتاج المتزايدة عالميًا، وقد يضطرون لنقل هذه الزيادة إلى المستهلكين مما قد يؤثر سلبًا على الطلب على الذهب بسبب ارتفاع الأسعار.
يواجه صائغو المجوهرات العالميون مقاومة من المستهلكين تجاه الأسعار المرتفعة، خاصة في الأسواق الحساسة للسعر، ولتخفيف هذا التأثير، قد يقوم صائغو المجوهرات بتوجيه أنظارهم نحو تصميم قطع ذهبية أخف وزنًا أو استخدام معادن بديلة، أو تقديم خدمات إعادة تصميم للقطع الموجودة لديهم.
كما أن المستخدمين الصناعيين للذهب، مثل القطاعات العاملة في الإلكترونيات وتكنولوجيا النانو والأجهزة الطبية، يتعرضون أيضًا لمشكلة ارتفاع تكاليف الإنتاج، حيث إن الخصائص الفريدة للذهب تجعله عنصرًا لا غنى عنه في مكونات الشركات والمعدات الطبية المتخصصة، ويتعين على هذه الشركات إيجاد طرق مبتكرة لإدارة التكاليف، أو استكشاف الاستخدام الأكثر كفاءة للذهب، أو تعزيز جهود إعادة التدوير لتقليل التأثير على هوامش الربح والحفاظ على الأسعار تنافسية.