في خضم التغيرات السريعة التي يشهدها العالم في أنماط استهلاك الطاقة، تظل صناعة النفط والغاز الأساس الذي يعتمد عليه الاقتصاد العالمي، والداعم الرئيسي لاستقرار التنمية المستدامة، ولم يعد الاستثمار في قطاع الطاقة مجرد خيار اقتصادي، بل أصبح ضرورة استراتيجية تمس أمن الطاقة العالمي ومستقبل الأجيال القادمة. إقرأ أيضًا: هل القهوة تحمي الكبد فعلًا؟.. استشاري قلب سعودي يحسم الجدل ويوضح الحقيقة العلمية! تحركات عاجلة في جدة.. ضبط مخالفين مارسوا نشاطًا بحريًا محظورًا دون تصريح رسمي!
استمرار الاستثمار في الطاقة
في هذا الإطار، جاء تصريح المهندس أمين الناصر، رئيس شركة أرامكو السعودية وكبير إدارييها التنفيذيين، ليبرز أهمية الاستثمار المستمر في مجال الطاقة، حيث قال في حديثه لصحيفة فاينانشيال تايمز البريطانية:
“لقد مررنا بعقد من الزمن لم يُلاحظ فيه نشاط يُذكر في مجال الاستكشاف، وسيكون لذلك أثر واضح على المعروض العالمي، وإذا لم تُستأنف الاستثمارات، فستحدث أزمة في الإمدادات.”
حجم التحديات المستقبلية
تعبّر تلك الكلمات عن واقع يعيشه العالم حاليًا، حيث يُنذر التراجع في الاستثمارات بمجالات الاستكشاف والإنتاج خلال السنوات الأخيرة بوجود فجوة في الإمدادات، يصعب تعويضها مستقبلًا، خصوصًا مع انخفاض وتيرة النمو في قطاع النفط الصخري الذي أصبح أحد المصادر الرئيسية للإمداد العالمي في العقد الماضي.
تحذيرات خبراء الطاقة
يحذر خبراء الطاقة من أن تأخير الاستثمار اليوم يعني أزمة حقيقية بعد خمس إلى سبع سنوات، عندما تنمو الحاجة العالمية إلى مصادر جديدة لتلبية الطلب المتزايد على الطاقة، ولهذا يعد دعم وتمويل مشاريع الطاقة ضرورة عاجلة لا يمكن تأجيلها.
استراتيجية أمن الطاقة
يرى الناصر أن أمن الطاقة لا يتحقق إلا من خلال استراتيجية واضحة تُعتمد على مبدأ التوازن بين تطوير مصادر الطاقة التقليدية ومواكبة التحول نحو الطاقة النظيفة، دون التسرع في التخلي عن النفط والغاز قبل ضمان البدائل الكافية، فاستثمار في هذا القطاع يُعتبر استثمارًا في الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي وضمان لتوازن الأسواق وتفادي تقلبات الأسعار.
دور الابتكار والتكنولوجيا
كما أكد على أن الابتكار والتكنولوجيا الحديثة يلعبان دورًا محوريًا في تعزيز كفاءة قطاع الطاقة، من خلال دمج التقنيات الذكية والحلول الرقمية في عمليات الاستكشاف والإنتاج، مما يؤدي إلى خفض التكاليف، وزيادة الإنتاجية، وتقليل التأثير البيئي.
الالتزام الجماعي تجاه المستقبل
في ختام حديثه، أشار إلى أن الاستثمار في الطاقة لم يعد خيارًا بل التزامًا جماعيًا نحو أمن العالم واستدامة اقتصاده، داعيًا إلى بناء مستقبل طاقي آمن ومستقر قائم على الابتكار والمسؤولية، يضمن حياة أفضل للأجيال القادمة.