أوضح المحامي عمر الشمري أن العلم السعودي ليس مجرّد رمزية وطنية، بل هو رمز ديني وسيادي يحمل مكانة خاصة في نفوس السعوديين، مؤكداً أن التعامل معه خلال المناسبات الوطنية يجب أن يتماشى مع ضوابط معينة تفرضها الأنظمة الرسمية في المملكة. إقرأ أيضاً:
الخطوط العامة لنظام العلم السعودي
وأشار الشمري في مداخلة إذاعية عبر «العربية إف إم» إلى أن العلم السعودي يحمل كلمة التوحيد، التي تمثل جوهر الهوية الإسلامية للمملكة، ولهذا تم وضع نظام خاص تحت اسم «نظام العلم للمملكة العربية السعودية»، الذي يحدد كافة الجوانب المتعلقة بمواصفاته واستخداماته، بالإضافة إلى العقوبات في حال حدوث المخالفات.
دلالات تحية العلم ومخالفات الاستخدام
وأكد أن هذا النظام يرسخ مبدأ تبجيلي للعلم، من خلال إلزام العسكريين بأداء التحية له، بوصفه شعار الدولة ورمزاً لسيادتها، محذراً من أن أي امتهان له يعدّ مخالفة واضحة للنظام، مثل وضعه على السيارات أو استخدامه بطرق غير لائقة.
المحافظة على هيبة العلم
وأضاف أن من أبرز المخالفات التي يركز عليها النظام رفع علم باهت اللون أو في حالة سيئة، إذ يُعتبر ذلك انتقاصًا من قيمته، مشيراً إلى أنه في حالة أن يصبح العلم قديمًا أو غير صالح للاستخدام، يجب التخلص منه رسمياً عبر الحرق من قبل الجهة المعنية.
شرعية التعامل مع العلم السعودي
وأوضح الشمري أن النظام يمنع كذلك ملامسة العلم السعودي أو علم جلالة الملك لأي سطح من الأرض أو الماء، لحرصه على عدم الإساءة لمكانته ورمزيته في الوجدان الوطني والإسلامي.
مواصفات العلم السعودي
وبيّن أن العلم الوطني للمملكة يتخذ الشكل المستطيل، بحيث يساوي عرضه ثلثي طوله، ويتميز بلونه الأخضر الممتد من السارية حتى الطرف الآخر، ويتوسطه الشهادة الإسلامية بخط واضح أبيض اللون.
السيف والشعار الملكي
وأشار إلى أن أسفل الشهادة يظهر سيف مسلول موازٍ لها، تتجه قبضته إلى القسم الأدنى من العلم، وهو أيضاً مرسوم باللون الأبيض، ليعكس معاني القوة والعزة مقترناً بالعقيدة التي يمثلها النص الأعلى.
لدلالات الفريدة للعلم
وأكد الشمري أن من العناصر الفريدة في العلم السعودي أن الكتابة والرموز مرسومة على الوجهين بشكل واضح، مما يعني أنه لا يُرفع مقلوباً على الإطلاق، بعكس كثير من الأعلام الأخرى.
العلم الخاص بالملك
وتابع بأن النظام منح جلالة الملك علمًا خاصًا، يماثل صفات العلم الوطني، لكن يضاف إليه عنصر مميز، وهو شعار الدولة المطرز بخيوط حريرية مذهبة.
الفلسفة وراء الألوان والرموز
وأوضح الشمري أن الشعار الملكي يتكون من سيفين متقاطعين تعلوهما نخلة، ويُطرز في الزاوية السفلى من العلم المجاورة لعود السارية، مما يعكس الجمع بين القوة والنماء في رمز واحد. كما أكّد أن هذه التفاصيل ليست رمزية فحسب، بل تعكس فلسفة الدولة ورؤيتها، إذ إن الألوان والرموز والكتابة تحمل دلالات عميقة من الناحية العقائدية والوطنية.
التزام المواطنين بالأنظمة
ولفت إلى أن الالتزام بهذه الأنظمة يُعزز صورة المملكة في الداخل والخارج، ويُظهر احترام شعبها لرمز دولتهم وهويتهم الجامعة تحت راية واحدة، مضيفًا أن اليوم الوطني يمثّل مناسبة بارزة تتجلى فيها مكانة العلم بشكل واضح، حيث يُرفع في كل الميادين والشوارع والمؤسسات، لكن ذلك يجب أن يتم وفق الضوابط المحددة.
تكريس الثقافة الوطنية
وبيّن أن وعي المواطنين بهذه الضوابط يسهم في صون مكانة العلم، ويحول دون وقوع مخالفات قد تُعرّض أصحابها للمسائلة القانونية، مُوضحاً أن الغرامات والعقوبات المرتبطة بمخالفة النظام وضعت ليس لفرض القيود، بل لتهيئة ثقافة تقديس هذا الرمز السيادي. كما أشار إلى أن المملكة تسعى لغرس هذا الوعي في الأجيال الجديدة عبر المناهج التعليمية والبرامج الإعلامية، لضمان بقاء راية التوحيد في مكانتها اللائقة.
ختام التأكيد على الاحترام
واختتم الشمري مداخلته بالتأكيد على أن احترام العلم هو انعكاس لاحترام الوطن والعقيدة، وأن الحفاظ على قدسيته هو مسؤولية مشتركة تقع على عاتق كل مواطن ومقيم، مما يبرز العلم السعودي في اليوم الوطني ليس كقطعة قماش، بل كرمز جامع للوحدة والسيادة والدين، يستحق أن يظل مرفوعًا في أبهى صورة وبأسمى تبجيل.