«تحديات جديدة للذهب في ظل توقعات مستمرة لخفض الفائدة»

شهدت أسعار الذهب في الأسواق المحلية والعالمية ارتفاعًا خلال تعاملات اليوم الإثنين، نتيجة لزيادة توقعات المستثمرين بشأن توجه مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي نحو خفض أسعار الفائدة، بالإضافة إلى استمرار التوترات الجيوسياسية في المنطقة، وفقًا لتقرير صادر عن منصة «آي صاغة».

أسعار الذهب المحلية والعالمية

أشار سعيد إمبابي، المدير التنفيذي لمنصة «آي صاغة» لتداول الذهب والمجوهرات عبر الإنترنت، إلى أن أسعار الذهب في السوق المحلي قد ارتفعت بنحو 50 جنيهًا مقارنة بنهاية تعاملات الأسبوع الماضي، ليصل جرام الذهب عيار 21 إلى 5020 جنيهًا، وفي الأسواق العالمية، زادت سعر الأوقية حوالي 42 دولارًا لتصل إلى 3727 دولارًا.

وأوضح «إمبابي»، أن جرام الذهب عيار 24 بلغ 5737 جنيهًا، بينما سجل عيار 18 حوالي 4303 جنيهات، وجرام الذهب عيار 14 وصل إلى 3347 جنيهًا، في حين استقر سعر الجنيه الذهب عند 40160 جنيهًا.

ولفت إلى أن أسعار الذهب في السوق المحلي ارتفعت بنحو 70 جنيهًا الأسبوع الماضي، بينما سجلت الأوقية عالميًا زيادة قدرها 42 دولارًا بسبب تراجع الدولار الأمريكي وانتظار الأسواق لبيانات التضخم المقرر صدورها يوم الجمعة المقبل، مما يعكس توقعات السوق لسياسة الاحتياطي الفيدرالي.

عوامل الارتفاع في الأسعار

أرجع «إمبابي» هذا الارتفاع إلى ضعف الدولار الأمريكي، وترقب الأسواق للبيانات الاقتصادية، التي تمثل مؤشرًا رئيسيًا لسياسة الاحتياطي الفيدرالي النقدية، كما أن استمرار التوترات الجيوسياسية في المنطقة العربية يعزز من الطلب على الذهب كملاذ آمن، مما يدفع الأسعار إلى مستويات غير مسبوقة.

وأضاف أن ارتفاع أسعار الذهب يتجاوز الأبعاد الاقتصادية التقليدية، إذ يعكس فقدان الأسواق لجزء من ثقتها في الدولار، وزيادة الاعتماد على الذهب كأداة تحوط استراتيجية في مواجهة التضخم والمخاطر الجيوسياسية.

توقعات الأسعار المستقبلية

يتوقع «إمبابي» استمرار ارتفاع أسعار الذهب في الفترة المقبلة، مدعومًا بتلميحات الفيدرالي الأمريكي بشأن إمكانية تنفيذ خفضين إضافيين لأسعار الفائدة حتى نهاية العام، بالإضافة إلى المخاطر الجيوسياسية الناتجة عن النزاع الروسي الأوكراني، والتي تدفع المستثمرين نحو الذهب.

ولا يزال الذهب، باعتباره أصلًا غير مدر للعائد، يستفيد من سياسة الحذر التي يتبناها الفيدرالي، حيث يتحرك بالقرب من مستوى 3700 دولار للأوقية، وهو أعلى مستوى تاريخي حققه الأسبوع الماضي.

تصريحات الفيدرالي ومخاوف التضخم

وكان الاحتياطي الفيدرالي قد خفض سعر الفائدة القياسي للمرة الأولى منذ ديسمبر، مع الإشارة إلى ضرورة خفضين إضافيين هذا العام في ظل ضعف سوق العمل، ورغم ذلك، صرح رئيس الفيدرالي، جيروم باول، بأن مخاطر التضخم ما زالت تميل نحو الارتفاع، معتبرًا أن خفض الفائدة الأخير يأتي في إطار إدارة المخاطر، مؤكدًا أنه غير متسرع في رفع الفائدة مرة أخرى.

وأشار «باول» إلى أن الفيدرالي يعقد اجتماعات دورية لتقييم توقعات الفائدة، مما أدى إلى ارتفاع الدولار الأمريكي إلى أعلى مستوى له في أكثر من أسبوع خلال تعاملات الإثنين، ومع ذلك، يعتقد المتداولون أن الفائدة ستنخفض بوتيرة أسرع مما يتوقع الفيدرالي، حيث يراهنون على انخفاض الفائدة قصيرة الأجل، التي تتراوح حاليًا بين 4.00% و4.25%، إلى أقل من 3% بحلول نهاية عام 2026.

أسواق الأسهم والتوترات الدولية

استفادت أسواق الأسهم من حالة التفاؤل وسجلت مستويات قياسية، مما ساهم في تقليل ارتفاع الذهب خلال الجلسة الآسيوية، في ظل ترقب المستثمرين للحكم الصادر عن المحكمة العليا الأمريكية حول قانونية الرسوم الجمركية العالمية التي فرضها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، والذي قد يزيد من توتر الأسواق.

وعلى الصعيد الجيوسياسي، اعترضت قوات حلف شمال الأطلسي (الناتو) ثلاث مقاتلات روسية من طراز ميج-31 بعد دخولها المجال الجوي للإستونيا، مما دفع ترامب للتعليق على الحادث معبرًا عن استعداده للدفاع عن أعضاء الاتحاد الأوروبي في حالة تصعيد روسيا لعدوانها، ما يزيد من حالة القلق العالمي ويعزز من الزخم نحو الذهب.

وتتجه أنظار المستثمرين هذا الأسبوع نحو مجموعة من البيانات الاقتصادية المحورية، بما في ذلك تصريحات جيروم باول، رئيس الفيدرالي الأمريكي، يوم الثلاثاء في ولاية رود آيلاند، إلى جانب مؤشرات مديري المشتريات العالمية من ستاندرد آند بورز، وبيانات السلع المعمرة، وطلبات إعانة البطالة، والناتج المحلي الإجمالي، فضلاً عن مؤشر أسعار المستهلكين الأساسي الذي يعد المقياس المفضل للفيدرالي لمتابعة التضخم، كما يُنتظر صدور تصريحات مكثفة من مسؤولي الفيدرالي لتوضيح مسار السياسة النقدية المقبلة، مما يجعل الذهب في قلب المشهد المالي العالمي خلال الأيام القادمة.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *