تحديات جديدة تواجه راشفورد في برشلونة

تحديات جديدة تواجه راشفورد في برشلونة

توصل نادي برشلونة إلى اتفاق مع مانشستر يونايتد بشأن ضم النجم الإنجليزي ماركوس راشفورد على سبيل الإعارة لموسم 2025-2026.

وقد أفادت صحيفة “ذا أثليتك” البريطانية في تقرير شامل لها، بأن هذه الصفقة تفيد جميع الأطراف المعنية، إلا أن التحدي الأكبر يكمن في قدرة النادي الكتالوني على تسجيل اللاعب في قوائم الدوري الإسباني.

وأعرب راشفورد – الذي يتقاضى راتبًا أسبوعيًا قدره 325 ألف جنيه إسترليني – عن رغبته في مغادرة مانشستر، في ظل سعي برشلونة لتعزيز الجبهة اليسرى وخط الهجوم بلاعب ذو خبرة يبلغ من العمر 27 عامًا، إلا أن تسجيله بشكل رسمي قد يواجه عقبات مالية تطارد النادي.

حيث تجاوز برشلونة السقف المالي المسموح به وفقًا لرابطة الدوري الإسباني، مما يمنعه حالياً من تسجيل أي لاعب جديد، بما في ذلك راشفورد، والحارسين خوان جارسيا وتشيزني، والموهبة السويدية روني باردجي.

يجب على النادي إما التخلص من بعض الرواتب المرتفعة أو إيجاد مصادر جديدة للإيرادات لتجنب تجميد الصفقات.

ورغم أن برشلونة مستعد لدفع الشرط الجزائي في عقد نيكولاس ويليامز مع أتلتيك بلباو، إلا أن اللاعب اشترط تضمين بند يسمح له بالرحيل في حال لم يتم تسجيله، وهو ما رفضه المدير الرياضي ديكو، مما أدى إلى تجديد اللاعب لعقده مع فريقه الحالي.

الراحلون عن برشلونة في الميركاتو الصيفي

تمكن النادي حتى الآن من بيع أليكس فايي إلى كومو مقابل 6 ملايين يورو، وبابلو توريه إلى ريال مايوركا بـ5 ملايين، كما غادر كليمون لونجليه إلى أتلتيكو مدريد مجانًا، بينما تمت إعارة أنسو فاتي إلى موناكو.

ويبقى التحدي الأكبر هو إقناع الحارس الألماني تير شتيجن بالرحيل، خاصة أنه من أعلى اللاعبين أجرًا، ولكن مستحقاته المؤجلة – التي تبلغ مبالغ كبيرة – تزيد من صعوبة الوضع، خصوصاً مع إصابته الحالية في الظهر.

وتعتبر الإعارة بالنسبة لراشفورد خيارًا أفضل من الصفقة الدائمة، نظراً لأن رسوم الإعارة لا تُحتسب ضمن مخصصات السقف المالي كما يحدث في الصفقات الدائمة، وبرشلونة لن يدفع رسومًا لمانشستر يونايتد، لكنه سيتحمل راتب راشفورد بالكامل، والذي وافق على تخفيضه بنسبة تتراوح بين 15% إلى 25%، ليصبح 14 مليون يورو سنويًا، مما يجعله من بين أعلى اللاعبين أجرًا في الفريق بجانب لامين يامال وليفاندوفسكي.

من جهة أخرى، إذا لم يتمكن برشلونة من تسجيل راشفورد، فلن يتمكن من اللعب في أي منافسة محلية أو قارية، كما أن النادي لا يستطيع إعارة اللاعب لنادٍ آخر دون تسجيله أولاً في سجلات الليجا.

استمرار الجدل بين برشلونة ورابطة الليجا

وقد باع برشلونة حقوق استخدام 475 مقصورة متميزة في الكامب نو لمدة 25 عاماً مقابل 100 مليون يورو، لكن رابطة الليجا لم تعترف بهذه الإيرادات بسبب عدم توفر الوثائق الرسمية من مدققي الحسابات، وحتى الآن لم يتم سداد إلا 28 مليونًا فقط من المبلغ المتفق عليه.

لا يزال النادي يدفع ثمن “الرافعات المالية” السابقة، أبرزها تحويل 25% من حقوق البث التلفزيوني لشركة “Sixth Street” الأمريكية حتى عام 2047، بينما خفضت رابطة الليجا الميزانية بعد تكبد النادي خسارة قدرها 141 مليون يورو من مشروع “Barça Vision”، وقد تُجبر المحاسبة الجديدة على تقليص إضافي.

من الأفكار المطروحة أيضًا أن يخضع تير شتيجن لعملية جراحية تتيح لبرشلونة استخدام 80% من راتبه لتسجيل لاعب آخر، كما حدث مع أندرياس كريستنسن الموسم الماضي، لكن هذه الحيلة قد تؤثر سلبًا على ميزانية الموسم الحالي.

تؤكد التجارب السابقة أن الأمور غالبًا ما تُحسم في اللحظات الأخيرة، ومن المتوقع أن يستمر الجدل بين برشلونة ورابطة الليجا حتى نهاية سوق الانتقالات في الأول من سبتمبر القادم، بينما يستهل الفريق موسمه أمام ريال مايوركا في 16 أغسطس، دون ضمانات بشأن تسجيل راشفورد أو غيره.

تعكس صفقة راشفورد مأزقاً متكرراً في برشلونة، إذ تتداخل الرغبة الفنية مع القيود المالية، ويبقى مصير النجم الإنجليزي معلقًا لحين إشعار آخر.