أفادت الوكالة يوم الثلاثاء 7 أكتوبر (تشرين الأول) بأن الراتب الأساسي الذي كان يعادل 238 دولارًا عام 2016، قد انخفض اليوم إلى 91 دولارًا فقط، مما يعني أن الأجر الحقيقي في هذا العام لا يتجاوز 38 في المئة مما كان يتلقاه العمال قبل تسع سنوات.
تطور الأجور وسعر الدولار
يشير التقرير إلى أن سعر الدولار في السوق الحرة في أبريل (نيسان) 2016 كان يقارب 3400 تومان، بينما كان الحد الأدنى للأجر الشهري للعمال تحت قانون العمل (دون المكافآت والعلاوات) حوالي 812 ألف تومان، مما يعني أن الحد الأدنى للأجر في ذلك العام كان يعادل 238 دولارًا، ومع احتساب المزايا الإضافية يصل إلى نحو 300 دولار.
تدهور القوة الشرائية
أضافت وكالة “إيلنا”، التابعة لـ”بيت العمال” في إيران، أن القفزات المتكررة في سعر الدولار، وانهيار قيمة العملة المحلية، بالإضافة إلى سياسات “كبح الأجور”، أدت إلى ارتفاع قيمة الدولار 33.5 ضعفًا خلال هذه السنوات، في حين ارتفع الحد الأدنى الرسمي للأجور نحو 10 مرات فقط، من 812 ألف تومان إلى نحو 10 ملايين و400 ألف تومان في العام الجاري.
أرقام مقلقة حول الأجر
وبذلك، أصبح الحد الأدنى للأجور (دون المزايا) لا يتجاوز 91 دولارًا، وحتى مع احتساب جميع المزايا، لا يتعدى 110 دولارات، مشيرة الوكالة إلى أن القوة الشرائية للعمال قد انهارت بشدة، وهو ما أكده أيضًا بعض الشخصيات من داخل المنظمات النقابية الرسمية.
انخفاض القوة الشرائية
ذكرت سمية غلبور، رئيسة اتحاد الجمعيات العمالية، في مارس (آذار) الماضي، أن القوة الشرائية للعمال قد انخفضت بنسبة 190 في المئة خلال 13 عامًا، وبموجب المادتين (41) و(42) من قانون العمل الإيراني، يجب تحديد الحد الأدنى للأجور بناءً على معدل التضخم وتكاليف المعيشة، إلا أن النقابات المستقلة تؤكد أن المجلس الأعلى للعمل لا يلتزم بالبند الثاني المتعلق بتكلفة المعيشة.
تحليل النفقات
أظهر تحليل أجراه الناشط العمالي فرامرز توفیقی أن الحد الأدنى للأجر يغطي فقط 12.43 في المئة من نفقات المعيشة الأساسية لأسرة متوسطة مكونة من 3.3 أفراد، وهو ما يعادل نفقات 5 إلى 6 أيام فقط في الشهر.
رفض زيادة الأجور
وعلى الرغم من هذه الأوضاع، رفض وزير العمل أحمد میدری ثلاثة مرات خلال الأسابيع الأخيرة طلبات رفع الأجور، حيث صرح مالك حسيني، نائب وزير العمل، لوكالة “تسنيم”، بأن الأجر الحالي “يتجاوز نسبة التضخم” وأن الوزارة “لا تتدخل في الأجور الأعلى من الحد الأدنى”.
تفاصيل تكاليف المعيشة
ذكرت وكالة “تسنيم” أن تكاليف المعيشة الشهرية تجاوزت 50 مليون تومان، مشيرة إلى أن “الكثير من العمال لم يتقاضوا رواتبهم منذ شهور”، مما جعل حياتهم اليومية تواجه صعوبات شديدة، وأكدت أن تأخر الرواتب جعل من سداد أقساط السكن والعلاج وشراء الحاجات الأساسية وحتى تكاليف المواصلات تحديًا كبيرًا، ويحذر الخبراء من أن تراكم الأجور المتأخرة يؤدي إلى تآكل القوة الشرائية وزيادة الفقر.
استمرار السياسات المناهضة للعمال
قال بهرام حسني نجاد، الناشط العمالي والرئيس السابق لاتحاد عمال مناجم “يزد تشادور مالوي”، لوكالة أنباء العمال الإيرانية يوم الثلاثاء 7 أكتوبر (تشرين الأول): “كل حكومة جاءت إلى السلطة استكملت السياسات المناهضة للعمال التي تنتهجها الحكومة السابقة وحققت أرقامًا قياسية جديدة في كل مرة”.
احتجاجات عمالية متزايدة
اختتم التقرير بالإشارة إلى أن الاحتجاجات العمالية تتسع عامًا بعد عام رغم القمع الأمني والقضائي المتزايد من قبل السلطات الإيرانية.