«الفجوة الهائلة في أسعار الدولار بين صنعاء وعدن»… الفرق يصل إلى 300%

في مشهد اقتصادي صادم يكشف عن عمق المأساة اليمنية، يدفع المواطن في عدن 1094 ريال يمني إضافية مقابل كل دولار واحد مقارنة بأخيه في صنعاء، في فجوة جنونية تصل إلى 204% تجعل البلد الواحد وكأنه كوكبان مختلفان تماماً، هذه الأرقام المرعبة تعني أن عائلة في عدن تحتاج ثلاثة أضعاف المال لشراء نفس الاحتياجات، بينما كل دقيقة تأخير في التعامل مع هذه الأزمة قد تكلف المواطنين مئات الريالات الإضافية.

أحمد الحضرمي، موظف حكومي من عدن، يروي مأساته اليومية: “أضطر للسفر 3 ساعات إلى صنعاء لتحويل راتبي، وإلا أخسر 30% من دخلي الشهري”، هذا المشهد يتكرر يومياً مع آلاف اليمنيين الذين يجدون أنفسهم في دوامة اقتصادية مدمرة، الدولار الذي يُباع بـ 536 ريال في صنعاء يرتفع جنونياً إلى 1630 ريال في عدن، والريال السعودي يقفز من 140 ريال إلى 428 ريال، في فوضى عارمة تجعل التخطيط المالي مستحيلاً.

قد يعجبك أيضا :

جذور هذه الكارثة تمتد لـ 10 سنوات من الحرب دمرت النظام المصرفي الموحد، حيث أدى انقسام السلطة النقدية بين الحوثيين وحكومة عدن إلى انهيار مشابه لما حدث في ألمانيا المقسمة أثناء الحرب الباردة، الدكتور محمد العنسي، الخبير النقدي، يحذر: “الوضع خارج السيطرة تماماً، ونتجه نحو انهيار اقتصادي شامل خلال 6 أشهر إذا لم يتم التدخل العاجل”، تجميد احتياطيات البنك المركزي والحصار الاقتصادي فاقما الأزمة، مما جعل اليمن يعيش بنظامين نقديين متضادين.

المأساة الحقيقية تكمن في التأثير المدمر على الحياة اليومية، فالتسوق أصبح مغامرة محفوفة بالمخاطر، والسفر بين المحافظات يتطلب تخطيطاً مالياً معقداً كأنك تسافر لدولة أخرى، خالد المغترب يرسل 200 دولار شهرياً لأسرته، لكن قيمة هذا المبلغ تختلف جذرياً حسب المنطقة، مما يخلق ظلماً واضحاً للمواطنين، فاطمة التاجرة استطاعت بناء تجارة مربحة من فروقات العملة، لكن هذا النجاح الفردي لا يخفي حقيقة معاناة الملايين الذين يفقدون نصف أموالهم بمجرد الانتقال بين المحافظات.

قد يعجبك أيضا :

هذه الفجوة المرعبة ليست مجرد أرقام اقتصادية، بل مأساة إنسانية حقيقية تقسم اليمن وتدمر أحلام شعبه، الوضع قابل للانفجار في أي لحظة، والحاجة ماسة لتوحيد النظام النقدي فوراً قبل فوات الأوان، والسؤال المؤلم يبقى: إلى متى سيتحمل المواطن اليمني هذه المأساة الاقتصادية التي تسرق أحلامه وتدمر مستقبل أطفاله؟

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *