على أحر من الجمر، كان المواطنون في قطاع غزة ينتظرون دخول كميات من غاز الطهي بشكل عاجل ضمن بنود اتفاق وقف إطلاق النار، إلا أنهم صدموا بآلية التعامل مع ملف الغاز، والتي بدأت إدخاله بعد يومين فقط من الهدنة.
دخول شاحنات الغاز بعد الهدنة
في 12 أكتوبر الحالي، وبعد يومين من إعلان الهدنة، بدأت شاحنات المساعدات المحملة بالغاز والوقود بالدخول إلى غزة، بعد أن منعت إسرائيل وصولها على مدار سنتين باستثناء فترة هدنة يناير 2025.
آلية توزيع الغاز وإشكالياتها
بدأت لجنة رسمية تابعة لـ”حكومة غزة” بنشر كشوفات تضم أسماء المستفيدين من غاز الطهي لتنظيم آلية التوزيع في المحافظات المختلفة، ولكن رغم دخول كميات من الغاز بشكل يومي، فإن المواطن يشعر بالاستياء تجاه آلية التوزيع.
السوق السوداء وارتفاع الأسعار
في كل سوق بشوارع محافظات قطاع غزة، ينتشر الغاز ويباع في السوق السوداء بأسعار مرتفعة تصل إلى 100 شيكل للكيلو، وفي بعض الأحيان يلجأ الكثيرون لبيع اسم الغاز الذي يُذكر في الكشف بسعر 900 شيكل.
آراء المواطنين حول الوضع
المواطن ماهر سعيد يقول: “في كل مرة يتم فيها نشر كشف للأسماء، تزيد كميات الغاز المباعة في السوق السوداء، والبعض يضطر للشراء بسبب حاجته الماسة له، خاصةً مع انقطاعه لمدة عامين، باستثناء فترة الهدنة السابقة”. ويضيف سعيد: “لماذا تجد المحلات والمطاعم مليئة بكميات الغاز وتعمل عليها ليل نهار، بينما العديد من المواطنين لا يزالون ينتظرون دورهم في التوزيع؟” ويتساءل: “أين الرقابة على التوزيع العادل لكميات الغاز؟”
مطالبات بتحسين توزيع الغاز
بدوره، طالب المواطن بسام أبو سالم، الجهات المختصة بمتابعة ملف الغاز وضمان التوزيع العادل للمواطنين، مطالبًا بالخروج للإعلام لتوضيح الكميات الداخلة لقطاع غزة وآلية توزيعها، وشرح البطء في نشر الكشوفات والأسماء. ويقول: “المواطن أحق من المحلات والمطاعم التي لا تخلو من كميات الغاز، بينما يُحرَم المواطن من الحصول عليه رغم احتياجه الماس له”.
الإجراءات السابقة والعوائق المستمرة
على مدار سنتين من الإبادة، منعت إسرائيل دخول الغاز والوقود إلى القطاع باستثناء كميات محدودة، وصلت خلال فترة الهدنة في يناير، وكميات شحيحة لمؤسسات دولية لتوزيعها على القطاعات الحيوية مثل المستشفيات. ومنذ إغلاق إسرائيل الكامل للمعابر في 2 مارس/آذار الماضي، حتى 12 أكتوبر الحالي، لم يحصل فلسطينيو غزة على غاز الطهي أو الوقود.
معلومات حول المساعدات الواردة إلى غزة
أكدت جهات مختصة بدء توزيع غاز الطهي على المواطنين وفق الآليات السابقة، حيث سيحصل الفرد الواحد على “8 كيلو” من الغاز (أسطوانة غاز) مقابل 60 شيكلا (ما يعادل 18.33 دولار).
البيانات الرسمية حول شحنات المساعدات
د. اسماعيل الثوابتة مدير المكتب الإعلام الحكومي، أكد دخول 986 شاحنة مساعدات فقط إلى قطاع غزة منذ بدء سريان وقف إطلاق النار، بينها 14 شاحنة غاز طهي و28 شاحنة سولار حتى الثلاثاء 22 أكتوبر 2025.
ووفق بيانات د. الثوابتة، فإن إجمالي ما دخل إلى قطاع غزة منذ بدء سريان قرار وقف إطلاق النار بلغ (986) شاحنة مساعدات إنسانية، من أصل (6,600) شاحنة يفترض دخولها حتى مساء الاثنين 20 أكتوبر 2025، وذلك بحسب ما تم الاتفاق عليه في نصوص القرار.
وتضمنت القوافل الإنسانية (14) شاحنة محملة بغاز الطهي و(28) شاحنة سولار مخصصة لتشغيل المخابز والمولدات والمستشفيات والقطاعات الحيوية المختلفة، في ظل النقص الحاد في هذه المواد الحيوية التي يعتمد عليها سكان غزة بشكل مباشر للحياة اليومية، بعد عدة شهور من الحصار والتدمير الذي خلّفته الإبادة الجماعية التي ارتكبها الاحتلال “الإسرائيلي” ضد أبناء شعبنا في القطاع.
الحاجة الملحة للمساعدات الإنسانية
وأشار إلى أن متوسط عدد الشاحنات التي تدخل القطاع يومياً منذ بدء سريان وقف إطلاق النار لا يتجاوز (89) شاحنة فقط، بينما يُفترض دخول (600) شاحنة يومياً، مما يعكس استمرار سياسة الخنق والتجويع التي يمارسها الاحتلال بحق أكثر من (2.4) مليون مواطن في غزة.
وأكد د. الثوابتة أن هذه الكميات المحدودة لا تغطي الحد الأدنى من الاحتياجات الإنسانية والمعيشية، وأن القطاع بحاجة ماسة إلى تدفق عاجل ومنتظم لما لا يقل عن (600) شاحنة مساعدات يومياً تشمل المواد الغذائية والطبية والإغاثية ووقود التشغيل وغاز الطهي، لضمان الحد الأدنى من مقومات الحياة الكريمة.