العنوان: "زيادة ملحوظة في اهتمام الشركات بالدورة التدريبية لإحياء مسار العائلة المقدسة وتعزيز السياحة الدينية العالمية"عنوان فرعي: "رؤية وطنية لتطوير 25 موقعًا عبر 8 محافظات بجهود حكومية منظمة"

إقبال كبير من الشركات على الدورة التدريبية لإطلاق مسار العائلة المقدسة أمام السياحة الدولية

نادر جرجس: مشروع وطني مهم يضم 25 موقعًا في 8 محافظات وهناك جهود حكومية لتطويرها

في خطوة تعكس النمو المتزايد للسياحة الدينية كأحد أهم روافد الاقتصاد السياحي، شهدت الدورة التدريبية المكثفة التي نظمتها غرفة شركات ووكالات السفر والسياحة بالتعاون مع الكاتدرائية المرقسية في العباسية، إقبالًا كبيرًا من الشركات السياحية، وذلك ضمن مبادرة متكاملة تهدف إلى إعادة إحياء “مسار العائلة المقدسة” والترويج له كمنتج سياحي روحي فريد على مستوى العالم.

جاءت الدورة تحت رعاية قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، وفي إطار رؤية سياحية متكاملة تهدف إلى إحياء المسار الذي يُمثل كنزًا تاريخيًا ودينيًا وإنسانيًا يعتز به، ويُعتبر من أندر أنماط السياحة الدينية التي تُميز مصر.

كما تعكس هذه الجهود التركيز الكبير الذي يوليه مجلس إدارة غرفة شركات السياحة برئاسة الدكتور نادر الببلاوي لتأهيل جميع الشركات للعمل في الأنشطة السياحية المختلفة، مما يساهم في زيادة عائدات القطاع السياحي على الاقتصاد الوطني.

تهدف الدورة إلى تأهيل الكوادر السياحية، خاصة من الشركات الصغيرة والمتوسطة، من خلال تزويدهم بمعرفة دقيقة حول مراحل ومحطات المسار، الذي يمتد من سيناء إلى الدلتا وصعيد مصر، بالإضافة إلى التعريف بالخلفيات الدينية والتاريخية وآليات الترويج الاحترافي على الصعيدين الداخلي والخارجي.

٢٥ موقعا فريدا

في هذا السياق، أوضح نادر جرجس، منسق اللجنة الوزارية لإحياء مسار رحلة العائلة المقدسة السابق، ورئيس لجنة السياحة والتراث المصري بنادي روتاري، أن “مسار العائلة المقدسة” يُمثل مشروعًا وطنيًا ذو بُعد روحاني وثقافي وإنساني، حيث يجسد الرحلة التي قامت بها السيدة مريم العذراء والسيد المسيح عيسى عليه السلام، برفقة يوسف النجار، والتي مكثوا خلالها في مصر أكثر من ثلاث سنوات، وزاروا خلالها أكثر من 25 موقعًا موزعة على 8 محافظات تشمل:

الموقعالمحافظةوصف
الفرماشمال سيناءأولى المحطات بعد دخول مصر
تل بسطاالزقازيقشربوا من بئر ماء هناك
سمنودالغربيةصُنعت لهم جرة من الفخار
وادي النطرونالبحيرةموطن الأديرة القديمة
كنيسة أبو سرجةمصر القديمةمن أقدم الكنائس
المعاديالقاهرةعبروا منها نهر النيل
جبل الطيرالمنيامن أقدس المواقع المسيحية
دير المحرقأسيوطأُقيموا فيه أطول فترة

وأشار جرجس إلى أن الدولة المصرية، بالتعاون مع الكنيسة، تبذل جهدًا كبيرًا لتطوير مواقع المسار، وذلك من خلال ترميم الكنائس والأديرة التاريخية، تحسين الطرق والبنية التحتية، تعزيز الأمن في المناطق المستهدفة، تأهيل الرهبان بعدة لغات، وتوفير لافتات إرشادية للسياح، كما تم التعاون مع الفاتيكان لاعتماد المسار رسميًا كأحد مسارات الحج العالمية.

من الجدير بالذكر أن البابا فرانسيس، بابا الفاتيكان السابق، كان قد اعتمد الأيقونة الرسمية لمسار العائلة المقدسة وأدرج عددًا من مواقعه في كتالوج الحج المعتمد من الفاتيكان في عام 2018، مما منح المسار قيمة دينية دولية ومكانة بارزة في خريطة السياحة الدينية العالمية.

كما أن العلاقات القوية بين الفاتيكان والكنيسة وزيارة البابا فرانسيس لمصر عام 2017، شكّلت نقاط تحول هامة لدعم هذا المشروع الروحي، وبرزت صورة مصر كأرض مقدسة استقبلت الأديان السماوية الثلاثة.

فرصة ذهبية

وفي سياق متصل، أكد هيثم عرفة، عضو مجلس إدارة غرفة شركات ووكالات السفر والسياحة، أن “السياحة الدينية” تمثل فرصة ذهبية لتعزيز الإيرادات السياحية، مشيرًا إلى أن هذا النوع من السياحة يجمع بين الاستدامة والعائد العالي والعمق الإنساني والثقافي.

وأوضح أن رحلة مسار العائلة المقدسة للسياحة الوافدة تُعد من أبرز المشروعات القادرة على جذب شرائح جديدة من السياح الروحيين، وإبراز الهوية القبطية المصرية على الساحة العالمية، بالإضافة إلى تنمية المجتمعات المحيطة بالمواقع الأثرية، والمساهمة في زيادة الموارد المالية للدولة بما لا يقل عن 3 مليارات دولار سنويًا.

وفقًا لتقارير منظمة السياحة العالمية، تعتبر مصر مؤهلة بشكل قوي للاستفادة من هذا النوع من السياحة، حيث تشير البيانات إلى أن 27% من إجمالي عدد السائحين عالميًا (1.4 مليار شخص) يندرجون تحت فئة السياحة الدينية.

واختتم عضو مجلس إدارة غرفة شركات ووكالات السفر والسياحة بالتأكيد على أن مسار العائلة المقدسة يُمثل رسالة حب وسلام من أرض مصر إلى العالم، ويعكس روح التعددية والتسامح، ويساهم في إحياء التواصل الحضاري والديني، كما يؤسس لمنتج سياحي فريد ومستدام يضع مصر في مركز خريطة السياحة الروحية العالمية.

وقد شهدت الدورة مشاركة قوية وفاعلة بإلقاء كلمات مؤثرة حول أهمية وتاريخ مسار العائلة المقدسة ومعلومات غزيرة عنه، وكيفية استغلاله سياحيًا، حيث قدم هذه الكلمات كل من الأستاذ الدكتور إسحاق إبراهيم عجبان، أستاذ التاريخ القبطي وعميد معهد الدراسات القبطية، والدكتورة ماري ميساك كيبليان، الأستاذ بكلية السياحة والفنادق بجامعة حلوان، والأستاذ الدكتور سامح جمال سعد سليمان، أستاذ إدارة الفنادق ووكيل كلية السياحة والفنادق لشؤون خدمة المجتمع بجامعة حلوان، والدكتورة سهى عبد الوهاب، أستاذ الدراسات السياحية وعميد كلية السياحة والفنادق بجامعة حلوان.