«السيارات الكهربائية تتربع على عرش السوق المصري في ظل ارتفاع أسعار الوقود»

تشهد سوق السيارات المصرية تحولاً متسارعاً نحو الاعتماد على السيارات الكهربائية، مدفوعة بارتفاع أسعار الوقود التقليدي وتزايد الوعي بالبدائل الاقتصادية والمستدامة، وفي خضم هذا التحول تواصل العلامة الصينية بي واي دي (BYD) تعزيز موقعها كقائد للسوق المحلي في هذا القطاع الجديد نسبياً على شوارع مصر والذي تتبناه قلة من السكان. ويأتي هذا التقدم في ظل موجة جديدة من ارتفاع أسعار الوقود التي دخلت حيز التنفيذ في 17 أكتوبر تشرين الأول الحالي، حيث قفز سعر لتر بنزين 92 إلى 19.25 جنيه، وبنزين 80 إلى 17.75 جنيه، وبنزين 95 إلى 21 جنيهاً، وهذا الصنف الأخير هو ما يعتمد عليه أصحاب السيارات الجديدة للحصول على أفضل أداء من المحركات.

تحليل مالي لاستخدام السيارات الكهربائية

وقال هشام، أحد سكان وسط القاهرة، في لقاء مع CNN الاقتصادية، والذي قام بشراء سيارته الكهربائية الأولى في بداية العام، إن السير لمئة كيلومتر يحتاج إلى نحو 8 ليترات من الوقود، ما يعني أن التكلفة تتجاوز 160 جنيهاً، نحو ثلاثة دولارات ونصف، بينما التنقل للمسافة نفسها يتكلف 28.5 جنيه في حالة الشحن المنزلي، وهو يوازي 60 سنتاً، أي أقل من دولار واحد، ورغم أن طريقة حساب هشام مبشرة؛ فإن أسعار بيع الكهرباء من محطات الشحن التجاري شهدت ارتفاعاً غير مسبوق قبل نحو شهر، حيث تم رفع سعر كل كيلو وات بنسبة تتراوح ما بين 75 و80 في المئة، ليصل سعر الشحن السريع عبر التيار المستمر ال دي سي إلى 6.55 قرش بدلاً من 3.60 قرش قبل الرفع الأخير للأسعار.

التحديات والفرص في السوق المصرية

بينما تتوسع قائمة العلامات المرخصة لتشمل أسماء مثل أفاتار وفولكس فاغن وتسلا وشاومي، فإن السوق المصرية تقف اليوم أمام تحدٍ مزدوج، ارتفاع أسعار البنزين يعزز جاذبية السيارات الكهربائية، في حين أن زيادة تكلفة الشحن التجاري تحد من هذا الزخم، فضلاً عن بطء كبير في انتشار محطات الشحن، وفي ظل هذا التوازن الدقيق، يتجه من يستطيع من المستهلكين إلى الشحن المنزلي كبديل أكثر توفيراً واستقراراً، في انتظار أن تتطور شبكات الشحن العامة والخاصة بما يتناسب مع الوتيرة المتسارعة لاعتماد السيارات الكهربائية كلاعب محوري في المعادلة في شوارع مصر.