«الذهب يتعرض لأكبر انخفاض يومي في 12 عامًا مما يعكس تغييرًا حادًا في الاتجاه»

شهد سعر الذهب هبوطًا مفاجئًا، ليسجل أكبر تراجع يومي له منذ 12 عامًا، كما تكبدت الفضة الفورية أكبر خسارة منذ فبراير 2021، نتيجة موجة بيع واسعة عقب أسابيع من الارتفاع المستمر، الذي دفع أسعار المعادن النفيسة إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق؛ حيث انخفض الذهب بنسبة 6.3% ليصل إلى 4,082.03 دولار للأونصة، في حين تراجعت الفضة الفورية بنسبة 8.7% إلى 47.89 دولار للأونصة.

العوامل المؤثرة على انخفاض أسعار الذهب والفضة في الأسواق العالمية

تسارعت عدة عوامل أدت إلى انخفاض أسعار الذهب والفضة، كان أبرزها تقدم المحادثات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، مما أثار توقعات بتحسن العلاقات الاقتصادية، بالإضافة إلى صعود مؤشر الدولار الأمريكي، الذي زاد تكلفة المعادن المقومة بالدولار بالنسبة لحاملي العملات الأخرى، كما أظهرت المؤشرات الفنية مستويات تشي باستنزاف الزخم الشرائي، وارتبطت حالة الغموض بالمراكز الاستثمارية بالإغلاق الحكومي الأمريكي المستمر، وانتهاء موسم الشراء الموسمي للذهب في الهند، التي تُعد واحدة من أكبر مستهلكي المعدن النفيس في العالم.

شملت العوامل:

  • تقدم المحادثات التجارية الأمريكية الصينية.
  • ارتفاع مؤشر الدولار الأمريكي (DXY) بنسبة 0.4% منذ بداية الأسبوع.
  • مستويات تشبع شرائي مرتفعة حسب المؤشرات الفنية مثل مؤشر القوة النسبية.
  • انخفاض الطلب السياحي على الملاذات الآمنة.
  • انتهاء موسم الشراء الربيعي في الهند.
  • الإغلاق الحكومي الأمريكي وتأثيره على الاستثمارات.

تراجع الذهب والفضة وسط استقرار الأسواق وتوقعات خفض الفائدة القادمة

سجل الذهب الفوري أكبر انخفاض يومي له منذ خمس سنوات، إذ هبط بنسبة 4.9% إلى 4,143 دولار للأونصة في منتصف جلسة التداول مساء الثلاثاء، بعد أن بلغ أعلى مستوى قياسي سابق عند 4,381.21 دولار للأونصة يوم الاثنين، مدعومًا بتوترات جيوسياسية واقتصادية، وتوقعات خفض أسعار الفائدة، إضافة إلى مشتريات مستمرة من البنوك المركزية.

كما تراجعت الفضة الفورية بنسبة 6.8% إلى 48.89 دولار للأونصة، وتم النظر إلى مستوى 54 دولارًا للسعر كقفزة قصيرة الأجل، ويُتوقع أن تستمر الفضة في التداول بشكل جانبي مع تقلبات واسعة، طالما بقي الذهب مستقرًا نسبيًا تحت حاجز 50 دولارًا؛ بينما شهد البلاتين انخفاضًا بنسبة 5.4% ليصل إلى 1,550.10 دولار، ومع خسارة البلاديوم بنسبة 5.1% ليصل إلى 1,425.19 دولار.

علاوة على ذلك، يترقب المتداولون صدور تقرير مؤشر أسعار المستهلك الأمريكي لشهر سبتمبر، الذي تأجل نشره بسبب الإغلاق الحكومي، حيث تشير التوقعات إلى ارتفاع المؤشر بنسبة 3.1% على أساس سنوي.

المعدن النفيسالنسبة المئوية للانخفاضالسعر الحالي (دولار/أونصة)
الذهب6.3%4,082.03
الفضة8.7%47.89
البلاتين5.4%1,550.10
البلاديوم5.1%1,425.19

تأثير توقعات خفض أسعار الفائدة على تحركات الذهب والفضة المستقبلية

تدعم توقعات خفض الفائدة التفاؤل بشأن استشراف مستقبل الذهب والفضة على المدى المتوسط، حيث تُشير الأسواق إلى إمكانية خفض الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس خلال اجتماع السياسة الأسبوع المقبل، مع احتمالية خفض إضافي في ديسمبر. يُعرف الذهب كأصل لا يدر عائدًا، ولا يزال يُظهر أداءً قويًا في بيئة أسعار الفائدة المنخفضة.

علق كبير محللي السوق في شركة “KCM Trade”، تيم ووترر، قائلًا: “تشهد الأسعار عمليات جني أرباح وانخفاض في تدفقات الملاذات الآمنة، مما حد من الارتفاع الحالي في أسعار الذهب… ومع ذلك، تُعد هذه التراجعات فرصًا للشراء طالما استمر الاحتياطي الفيدرالي في سياسته الحالية في خفض معدلات الفائدة”. وأضاف: “يوجد مجال إضافي للصعود في أسعار الذهب، ما لم تظهر بيانات مؤشر أسعار المستهلك الأمريكي المقررة صدورها في وقت لاحق من هذا الأسبوع مفاجآت صعودية غير متوقعة”.

تعكس أداة “CME FedWatch” توقعات الأسواق، التي تضع سعراً لخفض معدل الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية هذا الشهر وخفض محتمل آخر في ديسمبر، مما يمنح زخماً للمعادن النفيسة في أجواء عدم اليقين الاقتصادي.

يبقى تحرك الذهب والفضة مرتبطًا بالمتغيرات الاقتصادية العالمية، حيث يجمع المستثمرون معلوماتهم حول التطورات التجارية والأحداث السياسية التي تؤثر في السوق، ويجسدون وعيًا متزايدًا بأهمية توقيت الشراء والبيع في هذا القطاع الحيوي.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *