اختتم الدولار الأميركي تعاملات شهر أكتوبر على ارتفاع قوي، محققًا ثاني أفضل أداء شهري له خلال عام 2025، مدعومًا بميل مجلس الاحتياطي الفيدرالي للتريث في قرارات خفض أسعار الفائدة، وغياب بيانات اقتصادية أميركية حاسمة خلال الأسابيع الأخيرة.
ارتفاع مؤشر الدولار
وارتفع مؤشر الدولار الفوري بنحو 1.6% خلال الشهر، مسجلًا مكاسب متتالية لليوم الثالث على التوالي، وسط توقعات بتمسك الفيدرالي بموقفه الحذر تجاه السياسة النقدية خلال اجتماعه المقبل في ديسمبر.
تصريحات رئيس الاحتياطي الفيدرالي
وحصلت العملة الخضراء على دفعة إضافية بعد تصريحات رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، التي أكد فيها أن “خفض الفائدة مجددًا هذا العام غير مؤكد إطلاقًا”، في إشارة إلى استمرار التركيز على محاربة التضخم رغم تباطؤ النمو في بعض القطاعات.
تراجع العملات الأخرى
في المقابل، تراجعت العملات الرئيسية الأخرى مثل اليورو والجنيه الإسترليني والين الياباني، متأثرة بتحديات اقتصادية محلية وضغوط مالية في أوروبا واليابان، كما أسهمت أزمة الموازنة البريطانية وخفض التصنيف الائتماني لفرنسا في تقليص شهية المستثمرين تجاه عملات القارة.
زيادة الطلب على الدولار كملاذ آمن
وساهم إغلاق الحكومة الفيدرالية الأميركية الذي تجاوز الشهر في زيادة الطلب على الدولار كملاذ آمن، مع غياب البيانات الاقتصادية التي كانت من المتوقع أن توضح اتجاه الاقتصاد الأميركي خلال الربع الأخير من العام.
توقعات مستقبل الدولار
ورغم أن النصف الأول من 2025 كان من أسوأ الفترات أداءً للدولار منذ عقود، فإن مكاسب أكتوبر ساعدت على تقليص خسائره السنوية إلى ما دون 7%، ما يعزز احتمالات استمرار التعافي خلال الفترة المقبلة، ويتوقع متعاملون في أسواق الصرف استمرار قوة العملة الأميركية حتى مطلع 2026، مدعومة بتماسك الاقتصاد الأميركي وغياب بدائل استثمارية أكثر أمانًا في ظل حالة عدم اليقين المالي والجيوسياسي عالميًا.
