«الولد والقرد».. الفصل السادس عشر من مذكرات مجدي يعقوب

مذكرات مجدي يعقوب.. أعلنت الدار المصرية اللبنانية صدور كتابها المترجم عن الإنجليزية، تحت عنوان «مذكرات مجدي يعقوب.. جرَّاح خارج السرب»، من ترجمة أحمد شافعي.

الفصل السادس عشر من مذكرات مجدي يعقوب

تحت عنوان «الولد والقرد» يبدأ الفصل السادس عشر من مذكرات مجدي يعقوب قبل عشر دقائق من منتصف ليل الثاني والعشرون من أبريل 1975م، وبعد إنهائه عملية، وقبل وقت غير طويل من شروعه في عملية أخرى، فحص «يعقوب» طفلا في حالة صحية غير مستقرة، وتحكي والدة الطفل تفاصيل جلوسهم معه قبل إجراء العملية، فقد فحص الطفل أولا ولم يستغرق وقتا في الانتظار، وتبدأ المذكرات بسرد حياة الطفل ومعاناته مع صعوبة التنفس، وخضوعه لرعاية طبيب القلب في أوكسفورد مرورا بفريق أوكسفور الطبي، ووصفت والدته أن الحالة مستعصية على الجراحة حسبما أكد فريق الأطباء.

ثم حدث في مطلع أبريل من عام 1975م أن اقترح صديق للعائلة أن يذهبوا إلى «يعقوب» في هيرفيلد، وبعد أكثر من 45 عاما على مروره تأملت والدة الطفل اللقاء الذي استمر لعشرين دقيقة، وبعدما درس حالة الطفل، شرح لها «يعقوب» كيفية علاجه بطريقة يسيرة وسهلة الفهم، لكنه أضاف قائلا: «كما تعلمين، لا شيء مضمون، بوسعنا فقط أن نجرب»، عم يعقوب مع فريق من 15 طبيبا وممرضة وتقنيا، فصحح فسيولوجيا البطين الأحادي بشكل فعال وبدا لوهلة الأولى أن العملية مضت بشكل جيد، إلا أنه بعد ساعات قليلة انخفض ضغط الدم وأصيب الطفل بفشل في عدة أعضاء.

غلاف مذكرات مجدي يعقوب

ولما كان من غير الممكن تقنيا الاستفادة من المزيد من استعمال جهاز القلب والرئة أو جهاز غسيل الكلى بشكل حاسم، لأن الطفل ببساطة أصغر كثيرا من ذلك، فقد ربط يعقوب الدورة الدموية لقرد من نوع السعدان عمره خمس سنوات بدورة الطفل الدموية في محاولة لإنقاذ حياة الطفل، وكان بوسع «السعدان» أن يتقبل الدم الإنساني، وكانت أعضاؤه تماثل تقريب في حجمها وقدرتها أعضاء الطفل البشري.

ونجح الأمر في البداية وانتعش الطفل، وما هي إلا ساعتين حتى تدهورت حالة الطفل مجددا، وانتبهت الصحافة البريطانية إلى اشتراك السعدان في العملية، وعلا صخب أفراد الجمهور الذين احتفظ الأرشيف الوطني في كيو بغرب لندن برسائلهم ضمن وثائقه، إذ كتب العديد منهم إلى رئيس الوزراء يشتكون من «الربط المروع لإنسان بسعدان»، واحتشد أطباء كبار لمناصرة الجراح.

وبعد أيام قليلة من الجراحة وجه «يعقوب» دعوة إلى والدة الطفل ليؤكد عليها أن فريقه عمل كل ما بوسعه لإنقاذ طفلها، وتطوعت الأم في مستشفى هيرفيلد في وحدة جراحة الأطفال لتعمل في تغذية الأطفال الذين يخضعون لعلاج القلب.

مذكرات مجدي يعقوب.. جراح خارج السرب

والجدير بالذكر أن الكتاب من تأليف اثنين من أبرع صحفيي «التايمز»، هما سيمون بيرسن وفيونا جورمان، حيث أجريا حوارات مطولة مع يعقوب، واستمر عملهما نحو 3 سنوات، حتى أنهيا الكتاب، لتصدر نسخته الإنجليزية عن الجامعة الأمريكية بالقاهرة، وبرعاية من مكتبة الإسكندرية.

اقرأ أيضاً«أياد سحرية».. الفصل الخامس عشر من مذكرات مجدي يعقوب

اجتياز الحدود.. الفصل الرابع عشر من مذكرات مجدي يعقوب

وفاء بوعد.. الفصل الثالث عشر من مذكرات مجدي يعقوب

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *