وصل إجمالي الدين العام الأمريكي إلى مستوى قياسي جديد بلغ 37.9 تريليون دولار، محققا قفزة قدرها 400 مليار دولار خلال هذا الشهر وحده، أي ما يعادل 25 مليار دولار يوميا، ويعتبر هذا الرقم الأكبر في تاريخ أمريكا، مما يثير مخاوف متزايدة لدى الاقتصاديين وصانعي السياسات والمواطنين على حد سواء، حسبما أفادت وكالة “سبوتنيك”.
ارتفاع الدين الفيدرالي
ارتفع الدين الفيدرالي بمقدار 1.7 تريليون دولار، بزيادة تتجاوز 425 مليار دولار شهريًا، وفقًا لوسائل إعلام غربية، وذكرت “سبوتنيك” أنه إذا استمر هذا الاتجاه، فمن المتوقع أن يصل إجمالي الدين إلى 40 تريليون دولار بحلول عام 2026، ونتيجة لذلك، بلغت نسبة الدين إلى الناتج المحلي الإجمالي 124%، وهو أعلى مستوى منذ عام 2021، ويقترب من الرقم القياسي المسجل في عام 2020.
تراجع الدولار أمام العملات الأخرى
أظهر الدولار الأمريكي تراجعاً ملحوظاً أمام الجنيه المصري في السوق المحلية خلال الأسابيع الماضية، كما فقد الدولار بعض قيمته أمام الين والفرنك السويسري الأسبوع الماضي، في ظل تبادل الولايات المتحدة والصين التصريحات في نزاع محتدم بشأن الرسوم الجمركية، فيما ارتفع اليورو مقابل الدولار بعد اقتراح الحكومة الفرنسية تعليق تعديلات نظام التقاعد.
توقعات بخصوص أسعار الفائدة
وفق “رويترز”، تظهر بيانات مجموعة بورصات لندن أن الأسواق تتوقع حاليًا خفض أسعار الفائدة ربع نقطة مئوية هذا الشهر، وخفضًا آخر في ديسمبر المقبل، على أن يعقب ذلك ثلاثة تخفيضات أخرى في العام المقبل.
وجهة نظر الخبير الاقتصادي
يرى الدكتور أحمد حسنين، الخبير الاقتصادي، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مقتنع بتخفيض سعر الدولار عالميًا نظرًا للفائدة الاقتصادية التي ستعود على الولايات المتحدة من ذلك، وتابع: “كما تفعل الصين في تخفيض سعر اليوان، يعتقد ترامب أن تخفيض سعر الدولار سيوفر مزايا لأمريكا في التصدير، عندما يكون سعر الدولار أقل تصبح المنتجات الأمريكية أقل سعرًا في أنحاء العالم، مما يعزز تنافسيتها ويزيد من فرص التصدير.”
تأثير الظروف الاقتصادية
وأضاف “حسنين” في تصريحات خاصة، أن ترامب لديه نهج لتخفيض سعر الدولار، كون ذلك يساعد أمريكا في زيادة الصادرات وخفض الواردات، ويؤثر أيضًا على السياحة، عندما تصبح تكلفة السياحة في أمريكا أقل، تجذب المزيد من السائحين، لافتًا إلى أن السياسة المالية الأمريكية خلال الفترة الماضية كانت تتميز بارتفاع سعر الفائدة، والآن يتم تعديل السياسة النقدية، وخفض أسعار الفائدة.
عوامل تراجع الدولار
أردف الخبير الاقتصادي: “من الأمور التي أثرت على تراجع سعر الدولار الحروب التجارية بين الصين وأمريكا، وهناك أيضًا بعض البنوك المركزية في دول العالم التي بدأت تقلل اعتمادها على الدولار كعملة احتياطي، واستبدلته بالذهب، مما ساهم في ارتفاع أسعار المعدن الأصفر بشكل تاريخي خلال العام الجاري.”
وأوضح “حسنين”، أن عدة عوامل مجتمعة أدت إلى تراجع سعر الدولار عالميًا، ولكن رؤية أمريكا وترامب هي أن ذلك في الصالح الأمريكي، وهم غير منزعجين من ذلك، لأن الزاوية الاقتصادية تصب في المصلحة الأمريكية.