في تطور مطمئن لملايين المصريين، سجل الدولار الأمريكي مقابل الجنيه المصري استقراراً نسبياً عند مستوى 47.51 جنيه للشراء في البنك المركزي، وسط حالة من التوازن المؤقت بين العرض والطلب في السوق المصرفية، هذا الرقم – 47.51 – يحمل في طياته مصير 105 مليون مصري يومياً، وللمرة الأولى منذ شهور، ينام المصريون دون قلق من مفاجآت سعر الصرف الصباحية.
كشفت البيانات الحصرية من 8 بنوك مصرية رئيسية عن تقارب ملفت في الأسعار، حيث تراوحت أسعار الشراء بين 47.50 جنيه في بنك الكويت الوطني و47.62 جنيه في بنك قناة السويس، بفارق لا يتجاوز 22 قرشاً فقط، “هذا الفارق الضئيل يعادل ثمن كوب شاي واحد، ما يعكس استقراراً حقيقياً في السوق” وفقاً لبيانات رسمية، أحمد محمود، الموظف الحكومي البالغ من العمر 45 عاماً، يعبر عن ارتياحه قائلاً: “أخيراً يمكنني التخطيط لمصروفات الأسبوع دون خوف من مفاجآت مؤلمة.”
قد يعجبك أيضا :
يأتي هذا الاستقرار بعد رحلة مضطربة شهدتها مصر منذ تحرير سعر الصرف في 2016، حين قفز الدولار من مستويات أقل بكثير إلى المستويات الحالية، د. سامي الخبير المصرفي يشبه الوضع الحالي بـ”هدوء البحر بعد العاصفة”، مؤكداً أن البنك المركزي نجح في تحقيق توازن دقيق من خلال سياسات ضبط السيولة ومراقبة حركة العملات الأجنبية، العوامل المؤثرة تشمل تحسن الاحتياطي النقدي، استقرار التحويلات من العاملين بالخارج، وتراجع حدة المضاربات في السوق الموازية.
في قاعات البنوك، تنعكس هذه الأرقام على وجوه المتعاملين الذين يظهرون طمأنينة نسبية، حيث تعمل شاشات العرض بهدوء دون قفزات مفاجئة تثير الذعر، مريم التاجرة البالغة 38 عاماً تؤكد: “أستطيع الآن شراء البضائع المستوردة وتحديد أسعار بيعها دون قلق من تقلبات يومية”، هذا الاستقرار يفتح نافذة فرص للمستثمرين والمدخرين، لكن الخبراء يحذرون من أن هذه النافذة قد تنغلق في أي لحظة تحت تأثير متغيرات اقتصادية عالمية أو محلية مفاجئة.
قد يعجبك أيضا :
رغم هذا الاستقرار المؤقت، يبقى السؤال الأهم: هل سيصمد هذا الهدوء أمام تحديات الاقتصاد العالمي المقبلة؟ د. نادية الاقتصادية تنصح المواطنين باستغلال هذه الفترة للتخطيط المالي والاستثمار بحذر، مؤكدة أن “استقرار سعر الصرف مثل ضغط الدم الطبيعي – علامة صحة لكن تحتاج مراقبة مستمرة”، الوقت الآن مناسب للادخار وتنويع المحافظ الاستثمارية، قبل أن تعود رياح التقلبات مرة أخرى.
