شهدت أسعار الذهب خلال الأسابيع الماضية قفزات تاريخية غير مسبوقة، ما أثار جدلًا واسعًا حول جدوى الاستثمار فيه مقارنة بالخيارات الأخرى، في وقت يرى فيه خبراء أن البورصة قد تمثل البديل الاستثماري الأجدى رغم ما تحمله من مخاطر.
فرص بديلة للاستثمار
في هذا السياق، قال المهندس لطفي منيب، نائب رئيس الشعبة العامة للذهب والمجوهرات بالأتحاد العام للغرف التجارية، لـ«المصري اليوم»، إن هناك دومًا فرصة بديلة للاستثمار، موضحًا أنه إذا جرى الاختيار بين الذهب أو أي أداة استثمارية أخرى، فإن الشهادات البنكية لم تعد جذابة بعد تراجع أسعار الفائدة، بينما الاستثمار العقاري يواجه شبه اتفاق على قرب حدوث «فقاعة» قد تفضي إلى أزمة في الأسعار، فضلًا عن صعوبة إعادة تسييل أو بيع العقار في الوقت المناسب.
البورصة كخيار أول
وأضاف: «الاستثمار في البورصة يبقى خيارًا أفضل لكنه مشروط بالوعي الكامل بقواعد وآليات التداول لتفادي الخسائر»، معتبرًا أن البورصة هي الاختيار الاستثماري الأمثل مقارنة بالذهب، لأن الأخير ليس استثمارًا بقدر ما هو وسيلة ادخار تحفظ القيمة من التضخم وتقلبات الأسعار، دون أن تدر أي عائد.
أسعار الذهب وارتفاعها القياسي
وأوضح منيب أن أسعار الذهب بلغت مستويات قياسية غير مسبوقة، إذ ارتفعت الأوقية إلى 3700 دولار بعدما كانت عند 2600 دولار مطلع عام 2025، أي بزيادة بلغت 1100 دولار خلال عام واحد، وأرجع هذه القفزة إلى عدة عوامل، منها سياسات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المتعلقة بالتعريفات الجمركية، وتصاعد الحرب الروسية الأوكرانية، إضافة إلى اتجاه دول «البريكس» وعدة دول أخرى إلى تقليص الاعتماد على الدولار والاعتماد على الذهب.
تأثير الدولار واستفادته من التراجع
وأشار إلى أن قرار الولايات المتحدة بخفض أسعار الفائدة أدى إلى تراجع قيمة الدولار أمام سلة العملات العالمية، وهو ما رفع من جاذبية الذهب كملاذ آمن، وزاد من إقبال البنوك المركزية على شرائه لتعزيز احتياطاتها النقدية.
توقعات مستقبلية لأسعار الذهب
وتابع قائلًا: «الولايات المتحدة هي المستفيد الأكبر من تراجع قيمة عملتها، فهي تملك أكبر احتياطي ذهبي في العالم يقدر بنحو 8133 طنًا، تليها ألمانيا بـ 3350 طن، ثم روسيا والصين بنحو 2300 و2200 طن على التوالي، وبالتالي فإن انخفاض قيمة الدولار يصب في مصلحة واشنطن، خاصة في ظل ما تتحمله من ديون ضخمة».
وختم منيب حديثه بالإشارة إلى أن التوقعات لا تشير إلى انخفاض أسعار الذهب في المدى القريب، إلا إذا نجحت المفاوضات المباشرة بين روسيا وأوكرانيا في إيقاف الحرب، وهو ما قد يفتح الباب أمام تراجع ملحوظ في الأسعار.