في خطوة متوقعة، قامت مصر بزيادة أسعار الوقود، حيث أصدرت لجنة التسعير التلقائي للمنتجات البترولية القرار يوم الجمعة الماضي، وبلغت الزيادة 2 جنيه للتر لمختلف فئات البنزين والسولار، بنسبة تتراوح بين 10.5% إلى 12.9%، وذلك للمرة الثانية المتتالية خلال عام 2025، في سياق تنفيذ تحرير كامل لأسعار المحروقات في مصر باستثناء السولار فقط.
ضغوط صندوق النقد
تعتمد لجنة تسعير الوقود، التي تأسست في يوليو 2019، في قراراتها بشأن تعديل أسعار الوقود على متوسط أسعار خام برنت، وسعر صرف الدولار مقابل الجنيه، بالإضافة إلى معدل التضخم في قطاع النقل، ومع ذلك، أقدمت الحكومة على زيادة جديدة للمواد البترولية رغم انخفاض سعر البترول عالميًا، وكذلك سعر الدولار مقابل الجنيه مقارنةً بما كانت عليه الأسعار في الزيادة الأخيرة في أبريل الماضي.
في هذا الإطار، ترصد الحكومة المفاوضات مع صندوق النقد الدولي بشأن المراجعات الخامسة والثالثة، حيث تتطلع إلى صرف 2.4 مليار دولار ضمن اتفاق تمويل إجمالي بلغ 8 مليارات دولار، والذي يتطلب تحرير أسعار الوقود، سيتم مناقشة الزيادات الجديدة لأسعار المواد البترولية، ومدى توافقها مع مؤشرات النفط والدولار، وتوقعات صندوق النقد حول أسعار الوقود عالميًا في الفيديو التالي.
مكاسب الدولة من زيادة أسعار الوقود
تحصل الحكومة على مكاسب نتيجة تحرير سعر المواد البترولية، باستثناء السولار، وهو ما يؤدي إلى تقليص مخصصات دعم الوقود، والذي يُعد أحد بنود الدعم المهمة، مما يساهم في تخفيف الأعباء عن الموازنة العامة، ويوفر مساحة أكبر لإدارة الموارد المالية، وسيتم تسليط الضوء على هذه المكاسب الحكومية من خلال الإنفوجراف الآتي.
التأثير على التضخم
إن كل زيادة في أسعار الوقود تؤدي حتمًا إلى ارتفاع معدلات التضخم نظرًا لتأثيرها على تكاليف عدة قطاعات، بدءًا من النقل والمواصلات، وصولًا إلى الغذاء، والمصانع، وقطاعات خدمية متعددة، وقد تجلى ذلك في ارتفاع معدلات التضخم في مدن مصر خلال مايو الماضي إلى 16.8% مقابل 13.9% في أبريل، والذي شهد زيادة في أسعار المحروقات، ويمكن الاطلاع على توقعات الخبراء حول التأثير التضخمي للزيادة المرتقبة من خلال الإنفوجراف.
تطور أسعار البنزين
تعمل الحكومة المصرية على إعادة هيكلة منظومة دعم المنتجات البترولية منذ سنوات بهدف تقليص عجز الموازنة، مما أدى إلى قفزات سعرية لنسب البنزين من عام إلى آخر، سيتم إلقاء الضوء عليها في الإنفوجراف القادم مع توضيح قيمة الزيادة في كل نوع من أنواع البنزين أيضًا السولار.
توقعات اتجاه أسعار النفط
شهدت أسعار خام برنت انخفاضًا بنحو 15 دولارًا للبرميل منذ الزيادة الأخيرة في أسعار المنتجات البترولية في مصر في أبريل الماضي، حيث كان البرميل يتداول عند 75 دولارًا، بينما الآن يتحرك أعلى 60 دولارًا، تتجه معظم توقعات المؤسسات المالية العالمية إلى استمرار انخفاض الأسعار بسبب زيادة المعروض بشكل أكبر من الطلب، وتوقعت وكالة الطاقة الدولية ارتفاع الطلب على النفط العالمي بحوالي 700 ألف برميل يوميًا في 2026، بينما سينمو المعروض بمليون برميل، ما قد يؤدي إلى فائض محتمل في العرض خاصة مع زيادة إنتاج OPEC+، ومن المحتمل أن تنخفض الأسعار إذا ضعف الطلب، وسيتم تسليط الضوء على التوقعات العالمية لسعر النفط العام المقبل عبر الإنفوجراف التالي.
الرابط المختصر
نسخ الرابط