«ابدأوا الآن دون تردد» خطوة جريئة نحو تحقيق أهدافكم ومواجهة مخاوفكم

لم تكن رحلة رائدة الأعمال الإماراتية الدكتورة مريم عيسى آل علي في عالم التدريب والاستشارات بين أميركا ودبي نتاج قرار عابر، بل نتاج سنوات من السعي المتواصل نحو التميز، والتنقل بين تجارب جامعات أميركية متنوعة، ومنصات الفعاليات العالمية الأبرز، وصولاً إلى الحصول على درجة الدكتوراه في إدارة الأعمال من جامعة جورجيا الأميركية، وصياغة تجربة إماراتية رائدة تتجاوز الحدود الجغرافية، فاختارت الدكتورة مريم أن تتبوأ مكانة مميزة، وتدخل مجال الريادة من أوسع أبوابه، في مجال يتطلب الجرأة والكفاءة والتميز، واضعة نصب عينيها تمكين الشباب ورواد الأعمال – من كافة أنحاء العالم ومن الإمارات – لتحويل أفكارهم إلى إنجازات حقيقية، مع نصيحتها لهم بعدم التردد في اتخاذ الخطوة الأولى، “لأن من يحلم بأول مليون عليه أن يتعلم مهارة التسويق والبيع، فهذه مفاتيح النجاح”.

صوت الطموح

في بداية حديثها مع «الإمارات اليوم»، توقفت آل علي عند قرار تأسيس شركتها الخاصة، قائلة: “قبل التفكير في تأسيس مركز تدريب واستشارات، عملت لمدة 10 سنوات في مجال المحاسبة والتمويل، لكنني كنت أشعر دائماً أن هذا المسار لن يقودني لما أطمح إليه”، وأردفت: “عند تأسيس شركتي في عام 2018 لم أحقق أرباحاً تذكر، لأنني لم أكن أعرف كيفية إدارتها بشكل مناسب، كحال الكثير من رواد الأعمال الشبان اليوم، فقررت التوجه إلى الولايات المتحدة لتوسيع معرفتي في هذا المجال، من خلال لقاء أنجح الخبراء العالميين مثل مدرب القيادة جون ماكسويل، ورجل الأعمال والملياردير غرانت كاردون، الذي حقق نجاحات استثنائية في كافة أنحاء العالم”.

برامج ورؤى

نجحت الدكتورة مريم آل علي في حضور أكثر من 50 برنامجاً تدريبياً في الولايات المتحدة، قبل أن تعود إلى وطنها وتنظم حوالي 40 فعالية تناولت فيها مواضيع متعددة، أبرزها استراتيجيات تحقيق الأهداف، وتنمية العمل والقيادة والثقة بالنفس، قائلة: “أشعر بالفخر لتحقيق أهداف نشر المعرفة بين عشرات الآلاف من موظفي الدوائر الحكومية، من خلال برامج تدريبية نوعية تساهم في تحقيق الأهداف الاستثنائية، مثل منصة برنامج (جاهز) الحكومي التي تهدف إلى تدريب أكثر من 65 ألف موظف حكومي في الإمارات”، وتابعت: “لقد عملت بشكل مباشر على العديد من تجارب رواد الأعمال الإماراتيين الشباب، مقدمة استشارات عملية حول كيفية إطلاق المشاريع، اعتماداً على مبدأ 10 إكس (10X) لتحديد المستوى الصحيح من التفكير والعمل اللذين يضمنان النجاح وتحقيق الأهداف”.

دروس الأثرياء

تتحدث الدكتورة مريم آل علي عن أهم المحطات الفارقة في مسيرتها المهنية التي تزامنت مع لقاءات فريدة مع أكبر أثرياء العالم، قائلة: “تعلمت من تلك اللقاءات استراتيجيات تكوين الثروات، وأدركت حقيقة مهمة وهي أن الثروة لا تُصنع في عام واحد، وأن أكبر أثرياء العالم، مثل جيف بيزوس مؤسس شركة (أمازون)، قد ضحى بنحو 15 عاماً لتحقيق النجاح الذي نعرفه اليوم”، وأضافت: “الأثرياء لا يتوقفون عن العمل والاجتهاد واغتنام الفرص الاستثمارية، كما أنهم يتقنون استثمار أنفسم وتطويرها باستمرار، كما يخوضون تجارب جديدة تتيح لهم توسيع معرفة والتواصل مع رجال أعمال جدد”.

بصمة ومسؤولية

تؤكد آل علي أن دعمها لرواد الأعمال الجدد، خصوصاً من أبناء وطنها، يبدأ من تغيير العقلية التجارية قبل أي أدوات تقنية أخرى، لذلك حرصت على إقامة فعاليات سنوية تضم أكبر عدد من رواد الأعمال الجدد، قائلة: “شارك في النسخة الأولى من فعاليتنا في دبي عدد محدود من المشاركين، بينما اليوم نعتز بتجاوز عددهم 1100 مشارك”، وأكدت: “سنقيم قريباً جلسة بعنوان (عم يتحدث الأغنياء وراء الأبواب المغلقة)، حيث سنسلط الضوء على الاستراتيجيات الناجحة التي يتبعها الأثرياء، سواء من ناحية الاستثمار في ذواتهم أو التعلم من بعضهم بدلاً من المنافسة العمياء”، كما أضافت ممازحة: “الأثرياء ليسوا أشراراً كما يعتقد البعض، فالملياردير بوب دوغان، المستثمر في التكنولوجيا الحيوية، يملك برامج تعليمية تطويرية تركز على تنمية 24 صفة عبقرية لدى الأطفال، وكذلك الملياردير غرانت كاردون الذي أسس (Grant Cardone Foundation) لتقديم الإرشاد المالي للمراهقين”.

رسالة للشباب

في ختام حديثها، حرصت مريم عيسى آل علي على توجيه رسالة إلى جيل الشباب الإماراتي من رواد الأعمال الجدد قائلة: “لم أتردد منذ انطلاقي في تطبيق معارفي وخبراتي مع أبناء وطني، لأنني أراهن على الجهد والاستمرارية في البحث عن حلول وأدوات تساعدني على الارتقاء، كما أؤمن بأن الريادة ليست طريقاً مختصراً، بل رحلة تتطلب الإصرار والتعلم المستمر”، وأكدت: “أنصحهم بعدم التردد وخوف من الخطوة الأولى، لأن من يحلم بأول مليون عليه أن يتعلم مهارة التسويق والبيع، فهذه هي مفاتيح النجاح”.

مريم آل علي:

  • فخورة بنشر المعرفة بين عشرات الآلاف من موظفي الدوائر الحكومية، من خلال برامج تدريبية نوعية.
  • تعلمتُ من لقاءاتي بالأثرياء استراتيجيات تكوين الثروات، وأدركت أن الثروة لا تُصنع في عام واحد.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *