ما الذي حدث في سوق الذهب عالميًا؟ كيف انخفضت الأسعار فجأة بعد أن كانت تسجل مستويات قياسية؟ هل الاتفاق التجاري الذي يتم التحضير له بين أمريكا والصين هو سبب هذا التغير الكبير؟
وإذا تم التوصل إلى هذا الاتفاق، فهل يعني ذلك أن الذهب سيشهد مزيدًا من الانخفاض الشديد؟ والأهم من ذلك، كيف سيؤثر ذلك على سعر الجرام في مصر خلال الأيام المقبلة؟
على مدار الـ 24 ساعة الأخيرة، شهد سوق الذهب تقلبات كبيرة، حيث انخفض السعر الفوري بنسبة تقارب 2% بعد أن لمس مستويات قياسية، مما جعل العديد يعتقدون أن الاتجاه صعودي بلا حدود.
الهبوط لم يكن نتيجة لعامل واحد، بل كانت هناك ثلاث صدمات حدثت تقريبًا في الوقت ذاته:
1. جني الأرباح بعد الصعود الكبير
حيث قام مستثمرون كثيرون بتأمين أرباحهم بعد الصعود الحاد الذي حدث الأسبوع الماضي، فبادروا بالبيع عند القمة، مما أدى إلى ضغط بيع قوي.
2. تصريحات ترامب بشأن الرسوم الجمركية
فقد أعلن الرئيس الأمريكي أن الرسوم الجمركية على الصين “لن تستمر”، وقد فُهم هذا التصريح كإشارة لتهدئة الأوضاع، في حين أن الذهب عادة ما يرتفع مع زيادة المخاطر وينخفض في فترات الهدوء.
3. تسريبات حول اتفاق تجاري محتمل
حيث ظهرت أنباء عن اتفاق جزئي بين بكين وواشنطن، مما أدى إلى تزايد شهية المخاطرة لدى المستثمرين، الذين خرجوا من الملاذات الآمنة مثل الذهب وركزوا على الأسهم والدولار.
السؤال المهم: هل سيتحقق الاتفاق؟
حتى الآن، لم يتم التوقيع رسميًا، لكن وجود مفاوضات نشطة وتنازلات سياسية من الجانبين جعل السوق يتفاعل وكأن التهدئة “قريبة جدًا”، وإذا تحقق ذلك رسميًا، قد يشهد الذهب مزيدًا من الانخفاض حيث سيفقد الطلب كملاذ آمن بعض قوته.
لماذا الذهب حساس تجاه الاتفاقات السياسية؟
لأن الذهب ليس مجرد سلعة عادية، بل هو مؤشر على “الخوف”، عندما يكون هناك توتر عالمي يرتفع سعر الذهب، وعندما تهدأ الأوضاع ينخفض السعر، مما يعني أن كل إشارة نحو تهدئة النزاعات التجارية أو الجيوسياسية تؤدي إلى ضغوط بيع على الذهب.
هل الهبوط هو نهاية الموجة أم تصحيح مؤقت؟
يرى المحللون احتمالين، الأول هو هبوط مؤقت أو “تصحيح”، وإذا حدث تعطيل للاتفاق أو تصعيد مفاجئ من أي طرف، قد يرتفع الذهب مجددًا ويحقق مستويات أعلى، أما الاحتمال الثاني فهو بداية اتجاه هابط، وإذا تم توقيع الاتفاق التجاري رسميًا، وزادت التهدئة في التضخم العالمي، وبدأ الفيدرالي الأميركي بالارتياح من ضغوط الفائدة، قد يشهد الذهب كسراً لمستويات دعم قوية ويدخل قناة هبوط أوضح.
ما التأثير المتوقع على مصر؟
أسواق الذهب المحلية دائمًا تتأثر بتحركات الدولار والأسواق العالمية، فإذا انخفض الذهب عالميًا بينما ظل الدولار ثابتًا، سيكون الانخفاض في مصر محدودًا، أما إذا تزامن انخفاض الذهب مع هدوء في الدولار، سنشهد تراجعًا واضحًا في السعر المحلي.
